الوحدة 10-10-2023
لوحات /م. فاطمة حسين/ تنقل للمتلقي إحساساً بالتمّكن من الأدوات والثقة والتركيز على اللون ببراعة. فيما يلي نتعرف أكثر على تجربة هذه الموهبة الواعدة في الفن التشكيلي.
تقول فاطمة: أنا خرّيجة هندسة مدنية جامعة تشرين. ككل البدايات التقليدية كانت بدايتي منذ صغري، كنت أحب الرسم وأقضي ساعات بالرسم بدل اللعب، بقيت أرسم بالبيت، كان أهلي يشجعونني على كل ما أرسمه مهما كان، وبحكم أن الرسم كان الهواية المفضلة لوالدي أيضاً فهذا أعطاني دفعة تعلق إضافية بالرسم، وتتابع: اقتصرت هوايتي هذه على الرسم برفقة والدي وتشجيعه في البيت، إذ كان للدراسة التركيز الأهم من قبل الأهل. وبسبب دراستي لم أتفرغ للرسم. ولكن بعد تقرير مصيري، ودخولي لكلية الهندسة المدنية تفرّغتُ بشكل أكبر لهواية أحببتها ولكن الدراسة كانت تعيقها. ساعدتني دراستي بالهندسة جداً على إنتاج رسماتي بشكل أفضل، فالهندسة والفن رديفان لبعض في نقاط مشتركة، ولكن لسوء الحظ حتى في الجامعة كان هناك ضغط دراسي كبير، وكان اهتمامي بهذه الفترة بدراستي أكبر أيضاً، وعندما شعرت أن الضغط في الجامعة خفّ، تواصلت مع الفنان إسماعيل توتنجي وسجّلت بمركز بيكاسو للفنون بتاريخ 5/9/2021. بصراحة أنا من الناس الذين لا يمكنهم الرسم بمكان إذا لم يرتاحوا جداً بهذا المكان، ولكنني كنت محظوظة، فجوّ المرسم كان رائعاً، فيه الكثير من الودّ والفن والمحبة. كان جوّاً أقرب إلى العائلة، والأستاذ إسماعيل إنسان راقٍ بتعامله معنا، وكان بمقام الأب، و يعطي المعلومة من كلّ قلبه وللكلّ، ولا يبخل علينا أبداً بأي شيء يخصّ الفن. تعلمت معه الكثير، والأهم النسب والمقاييس الصحيحة، وتحسن رسمي بنسبة كبيرة خاصة بالبورتريه، لأن حلمي كان تعلّم فن رسم الوجوه، وبمساعدته وصلت لهذا الشيء. وزادت خبرة تجربتي أنا وبقيّة المنتسبات للمركز معه من خلال الملتقيات العديدة التي أتاح لنا أ. إسماعيل فرصة المشاركة بها، وكانت فرصاً مفيدة. فمثلاً رسم الجداريات كانت مهمة جداً وأعطتنا ثقة كبيرة بأنفسنا، و أول مشاركة لي مع أ.توتنجي كانت رسماً مباشراً بمعرض/ لمّة فرح/ بالجامعة عام ٢٠٢١ . بعدها رسم جداريات أنا ومجموعة من الصبايا بكلية الزراعة بجامعة تشرين، ورسم جداريات المركز الثقافي، وجداريات مركز العلماء بضاحية تشرين، وآخر مشاركاتي ملتقى / فضاءات لونية/ وملتقى/ فسحة أمل /، وهذان الملتقيان الأخيران كانا نقطة تحوّل في تجربتي التشكيلية التي لاتزال في بدايتها، إلا أنني متفائلة بالبداية هذه، والفضل للأستاذ إسماعيل الذي يشجعني دائماً لأنتسب للنقابة، وهو أحد الأهداف التي سأحققها قريباً. وطموحي بفن الرسم أن أصل للمستوى الذي يجعلني أقتنع أنني صرتُ فنانة حقيقية، لأن أ.إسماعيل علّمنا أنّ الفن رسالة، والفنان الحقيقي لا يقف عند حد معين، أو يتخلى عن شيء يحبّه. وإن شاء الله سأستمر بهذا المجال. وبالنهاية أتوجه بالشكر لجريدة الوحدة على اهتمامها بالمواهب، وبالتأكيد أشكر الأستاذ إسماعيل على كل الكلام والجهد الذي بذله ويبذله لكلّ طلّابه، وحرصه أن يبثّ فينا روح التفاؤل، وهو أكثر ما يلزمنا كجيل شابّ لنتجاوز كل المصاعب.
مهى الشريقي