الوحدة 7-10-2023
وكأنّ قدرَ سورية أن تكون مسرحاً للموت والقتل وسفك الدماء..
كأن مشيئةَ هذا الوطن المعمّد بالمجد أن يتلقى الطعنات المسمومة من كل اتجاه، ويستقبل سهامَ الغدر من شياطين الداخل، وأبالسة الخارج، الذين لايضمرون لهذا الوطن، ولهذا الشعب سوى الحقد الأعمى، والفكر الأسود الظلامي..
فما ذنبُ الذين ارتقوا في مجزرة حفل التخرج بحمص؟
ماذنب تلك الطفلة/ الملاك، التي ذهبت لتشاركَ شقيقها فرحة تخرجه، أو تلك الأم التي كانت الفرحة تغمرها وهي تغمر فلذة كبدها، الملازم الخريج منذ دقائق، لترتقي معه شهيدة، في لحظةٍ تعجز لغاتُ الأرض عن ترجمتها بأيّ كلماتِ رثاء..
ماذنبُ الذين كانت خطواتهم وخبطةُ أقدامهم تهزّ المكان، وتقول:
نحن أبناء هذا الوطن الذي صنع تشرين ذات تحريرٍ مجيد، ماذنب هؤلاء ألاّ يكونوا ذلك الامتداد البطولي في ساحات الوغى، لأبطالٍ سطروا الانتصارَ على عدو شرس، منذ نصف قرن بالتمام؟
ماذنبهم كي يكونوا أضاحي مجانية على مذبح الغدر، والنفوس الخسيسة القذرة اللئيمة؟
قدرُكِ سورية، التي استطالت جراحُها وتمدّدت، أن يعمّ الحدادُ في ربوعك، بدلَ الفرح والأعراس، بدلَ أن يعيش شعبُها الحياةَ الطبيعية كباقي البشر؟؟
لأكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر، يامن تخرجتم من كليتكم بعد سنوات من التدريب والجد، برتبة الشهادة الأعلى والأغلى، لكم سيقول مَن يدُهُم على الزناد، أنّ حقكم لن يضيع، وطواقم الموت وفرق القتل القذر سيلاقون القصاصَ العادل، ليس بعد حين، إنما الآن..
فلتنم عيونكم قريرةَ العين، لأن عيونَنا وقلوبَنا ستكون أضرحةً (من ورد وحب) تنبض بكم
رنا رئيف عمران