الوحدة: 5- 9- 2023
تشهد أسواق اللاذقية حالة غلاء لا مثيل لها ، تحديداً في أسواق الخضار، فلا حسيب يردع ولا رقيب يمنع، حتى الضمير أصبح في الدرك الأسفل، وهنا تكمن الخطورة، أسواق الخضار هي المعقل الأخير لأصحاب الدخل المحدود بعد أن أصبحت الّلحوم بألوانها خارج المعادلات العائلية اليومية والأسبوعية، ويبدو أن هناك مواد محسوبة على الخضراوات تسير في الاتجاه الممنوع كالبطاطا التي بدأت حبّاتها الثقيلة تناطح ال ٥٠٠٠ ل.س، أضف إلى ذلك البندورة في عزّ الموسم وأسعارها المطّردة تتراوح ما بين ٣٠٠٠ إلى ٤٠٠٠ ل.س، وعلى عاتق هاتين المادتين تقع الكثير من الآمال بالنسبة للشريحة الواسعة من المجتمع، إضافة إلى مواد أخرى وضعت نفسها على ذات الطريق، وهذا ما فعلته ال (المائة ألف) الخاصة بالراتب المشلول، وتسعيرة المحروقات الجديدة.
امّا بالنسبة للمصنع الفني لهذه المواد، فيبدو أن الفلاح بدأ يشعر أنه مغبون بعد رؤية التاجر يضع تسعيرة كيفية تتناسب ومزاجه الربحي، فأخذ هو الآخر يسير بنفس الركب، ويضع علامات مميّزة على منتجاته، على سبيل المثال وضع على الكيلو غرام من التين من ١٨٠٠٠ إلى ٢٠٠٠٠ ل.س، مع العلم أن شجرة التين تحب الحياة في الأرياف بعيداً عن العناية البشرية وشجرته شبه حراجية لا تحب السماد فلماذا هذا السعر الاستوائي؟! ولم يتوقف الأمر هنا فبالأمس صعد الّلبن درجة أخرى على سُلم الأسعار ضارباً عرض الحائط الارتفاعات السابقة المتتالية لهذه المادة، وقد بات الجميع على دراية بالمبرّرات، وهي عمليات النقل، وارتفاع أسعار العلف وغيره، وكذلك الثوم ب ٣٠٠٠٠ ل.س.
وعلى المقلب الآخر هناك تهافت على السلعة الحمراء الأرخص على مستوى أسوق الخضراوات، الفليفلة الحمراء أسعارها شبه منطقية وهي ما بين ٣٠٠٠ إلى ٤٠٠٠ ل.س، قد يرجع سبب ذلك لأنها سريعة العطب، وأشعّة الشمس لم تعد متواجدة على مدار النهار، فتعتبر الفليفلة الحمراء المنقذ الأول والأخير للكثير من العوائل في ظلّ الضغط الاقتصادي على كل شيء، هي وجبة غذائية غنية بالفوائد وتحضيرها لا يستغرق النصف ساعة، خاصّة أيام الشتاء.
وفي نهاية المطاف أصبح الوضع الاقتصادي العائلي بحاجة إلى (عصا) سحرية تضع حدّاً ملائماً يرضي الجميع من مستهلكين وتجار ومزارعين، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه فالجميع يسير إلى النفق المظلم ، لذلك فإن هذا الأمر يستلزم المعالجة السريعة الرّادعة.
سليمان حسين