اللغة العربية على صفحات التواصل الاجتماعي  

الوحدة : 24-8-2023

أقام قصر الثقافة في بانياس محاضرة بعنوان ( اللغة العربية على صفحات التواصل الاجتماعي)، ألقتها الدكتورة ريان جلول وقالت فيها:

اللغة العربية على صفحات التواصل الاجتماعي يندرج هذا العنوان في إطار علم اللسانيات الحديث وهو من علم اللغة الاجتماعية ولا سيما علم اللسانيات التطبيقية منها يتوجه علم اللغة الاجتماعية لدراسة التعدد اللغوي وتنوع المستويات اللغوية ولا سيما بين الفصيحة والعامية ولغة الثقافة ولغة الشعب مع التفوق التكنولوجي المعاصر تتقوى أشكال الاتصال بين فئات المجتمع على اختلاف مستوياتها ويتنوع توظيف اللغة بين المكتوبة منها والمنطوقة داخل الوطن العربي وخارجه كل ذلك له تاثيره الإيجابي والسلبي بخصوص تفعيل اللغة العربية على شبكات التواصل الاجتماعي، وقد أثبتت إحصائيات حديثة أن اللغة العربية من أسرع اللغات نمواً على شبكة الإنترنت ، و يتسنى رصد العنوان العريض من خلال محورين الأول المستوى الثقافي أو الفكري والكفاءة اللغوية الذي يندرج في اطار علم اللسانيات الحديث ويقصد به المخزون أو الرصيد اللغوي الذي يجمع بين أبناء اللغة الواحدة في الوقت نفسه يميز بين فئة وأخرى، هنا تأتي اللغة العربية بوصفها لغة السياسة الرسمية لغة الإعلام، لغة الثقافة، لغة الخطاب الديني، لغة العلم، ولغة الأدب وكلها أصبحت معتمدة على شبكة الإنترنت ولكل منها مواقعها الخاصة، وهذه المواقع تمثل رافداً للغة العربية ولكن على الرغم من رقيها وأسلوبها فإن هذه المواقع الرسمية تستقبل المشاركات والتعليقات بلغة حرة وفق ما يسمى حرية التعبير فتتكاثف اللغة العامية، الأمر الآخر يعد الإنترنت جسر اتصال بين الثقافة وتكنولوجيا المعلومات ولكنه للأسف تحول في مجتمعنا إلى عامل تفريغ أكثر منه وسيلة للإبداع والمعرفة هنا يأتي التدرج إلى المستوى الثقافي الحر وذلك أن يعبر كل شخص عما يشاء كيفما شاء فتكثر الأخطاء اللغوية والإملائية، وأضافت: يأتي مصطلح الأداء اللغوي مقابلاً للكفاءة اللغوية في إطار علم اللسانيات الحديث ويقصد به الممارسة اللغوية الفعلية في الحياة اليومية وهنا نرى أن اللغة العامية في المحيط الكلامي تحولت للأسف من لغة محكية إلى لغة مكتوبة ونلاحظ الإقبال الشديد على وسائل التواصل الاجتماعي مقابل ضعف الإمكانات اللغوية، أيضاً مع تعدد اللهجات ويأتي ذلك على مستوى أقطار الوطن العربي بات يصعب التواصل بين العراقي والسوري والمصري والأردني لكل لهجته ومفرداته وإذا كانت وحدة اللغة من مقومات الوحدة العربية من أهداف أمتنا المنشودة فإن تمكين تلك اللهجات تعد تفريقاً وتمزيقاً وسيقود إلى هدم ما يربط بين العرب، كذلك هناك ظاهرة الازدواج اللغوي بين لغتين عربية وأجنبية، وهذا يهدد اللغة ويمحو خصوصيتها بل يشكل خطراً على لغة الضاد.

في النهاية أشارت إلى جملة من التحديات والتوصيات منها سيطرة الثقافة الغربية على شباب اليوم وضعف الانتماء لديهم، وسيادة اللغة الأجنبية ولا سيما الإنكليزية، وأكدت أنه إذا كانت وحدة اللغة من المقومات الأساسية لأهداف أمتنا العربية فإن تفريط أبنائها باللغة هو تفريط بالهوية والانتماء.

رنا ياسين غانم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار