الوحدة: 23-8-2023
باتت شوارع المدينة الواسعة وكذلك الضيقة في الأحياء الشعبية تعجّ بالدرّاجات الكهربائية، الضيف الصامت القادم حديثاً من خلف البحار، هذه الآلية وبغض النظر عن استطاعتها التحميلية تضاهي الدراجة النارية ذات السمعة السيئة، خصوصاً في المدينة باستثناء الصوت الناتج عن الآليتين، مع العلم أن الدراجة النارية العادية التي تعمل على الوقود هي أكثر تحمّلاً بكل المقاييس وبعضها تم تنظيمها وأصبحت تخضع للقوانين من حيث وضع لوحة خاصّة بها، وتم تزويد النظامي منها ببطاقة وقود محمّلة بأربعة ليترات بنزين، وبالعودة لصديقة البيئة الصامتة (الكهربائية) فقد انتشرت بشكل مكثف خلال هذه الآونة ولاحقها بعض الامتعاض بسبب صوتها المفقود وأضوائها المؤذية للبصر، فهي تمر بسرعة كبيرة بكافة الاتجاهات حتى على أرصفة المشاة، غير آبهة وصاحبها بقوانين السير والمرور، وقد باتت جزءاً مهماً لدى أصحاب المطاعم فأصبحت الخادم المطيع بتوصيل الطلبات القريبة والبعيدة (الديلفري) عبر صندوق مصنوع من معدن الألمنيوم، وهذا الأمر زاد من خطورتها عبر حجزه مكاناً كبيراً خلف السائق من شأن هذا الحجم أن يرفع من نسبة الخطورة عند مرورها المفاجئ السريع جانب التجمعات البشرية. لذلك لا بُد من وضع لوحات خاصة بملكيتها وتنظيمها مرورياً وإدارياً كي تخضع للقوانين أسوة بشقيقتها النارية، والتي أصبحت هي الأخرى تعمل كتكسي لتوصيل الطلبات خاصة جانب الكراجات وعلى مفارق القرى.
سليمان حسين