الوحدة23-8-2023
في مثل هذا اليوم من كلِّ عام يُحيي الشعب الإيراني مناسبةً ترتبط بحدث هام في تاريخ الطب وهو ذكرى ميلاد العالم الطبيب والفيلسوف الشهير أبو علي الحسين بن عبدالله بن الحسن بن علي بن سينا، الذي ولد سنة (٣٧٠) للهجرة الموافق (٩٨٠) للميلاد في قرية قرب بخارى، و قد أطلق على يوم ميلاده في إيران اسم “اليوم الوطني للطبيب” تمجيداً لمكانته و للخدمات الجليلة التي قدمها للإنسانية، و لعظمة المؤلفات التي قدمها للعالم بأسره. لقد كان أبوعلي ابن سينا عالماً ، فيلسوفاً، طبيباً، و شاعراً ؛ ولقب بالشيخ الرئيس والمعلم الثالث بعد أرسطو والفارابي، كما عرف بأمير الأطباء، وأرسطو الإسلام. و كان حاد الذكاء متوقد الذهن، تعلم القرآن الكريم في عمر مبكٍّر واشتغل في الفقه والمنطق والعلوم الأخرى، واهتمّ بالطب و هو في السادسة عشرة من عمره، ولم يكتفِ بتعلم النظريات الطبية فحسب ؛ بل اتجه إلى التطبيق العملي على المرضى ودون مقابل، واستطاع الشيخ الرئيس ابن سينا بفضل ما مَنَّ به الله عليه من العقل والعلم وسعة الاطلاع والولع الشديد بالمعرفة أن يقدم للإنسانية أعظم الخدمات والاكتشافات والابتكارات التي فاقت عصرها، بالقياس إلى إمكانات ذلك العصر ومدى ما وصلت إليه العلوم آنذاك وبالأخص في المجالات الطبية، فإليه يرجع الفضل في اكتشاف و تشخيص العديد من الأمراض و علاجاتها، أمَّا مضامين مؤلفاته فقد تعدَّدت في مجالات الطب، والفلسفة، والعلوم الطبيعية، والرياضيات، والعلوم الإسلامية و غيرها. ومن أشهر مؤلفاته كتاب (القانون في الطب) الذي يُعدُّ موسوعة علمية طبية تنقسم إلى خمس مجلدات، ويعتبر هذا الكتاب من المؤلفات المؤثرة والمعتمدة في مجال الطب في العالم، حيث اعتمد كمرجع أساسي لتدريس الطب في الكثير من الجامعات الأوروبية لعدة قرون، و ترجم إلى العديد من اللغات. توفي ابن سينا في همدان عن عمر ناهز (٥٨) عاماً، وخلدت ذكراه بإنجازاته العظيمة التي لازالت آثارها ماثلةً حتى يومنا هذا.
سحر بلال