الوحدة : 19-8-2023
ساعات قليلة على إقرار زيادة الرواتب، كانت كفيلة بانطلاق سباق محموم لسحبها من جيوب أصحابها قبل أن يقبضوها، فالجميع ربط العملية بما آلت إليه أسعار المحروقات، بدءاً من أجرة السرافيس الذين أبدوا امتعاضاً شديداً قبل أن تزيد تسعيرة أجرتهم، وصولاً إلى ارتفاع أسعار الألبان والبيض، وكذلك عدّة أنواع من الخضار القادمة من المحافظات المجاورة، إضافة لارتفاع أسعار الخبز الذي يستجرّه المعتمدون من الأفران البعيدة (والحبل عالجرار).. وكل ذلك تعويضاً عن ارتفاع أسعار أجور النقل، وبالتالي سُحبت هذه الزيادة على رواتب العاملين بالدولة قبل أن يتم صرفها، وهنا لن نتحدث عن تفعيل الرقابة التموينية (الغائبة)، لأن الحكاية باتت ممجوجة، ولكن للإنصاف..وبعد ارتفاع أسعار المحروقات، فإنه من الطبيعي أن تكون هناك قفزة على الأسعار حتى لا يتم بخس حق أصحاب الآليات التي تلجأ أحياناً مرغمة إلى الأسواق الرمادية لتأمين وقود سفرهم وتحرّكهم، على أن تكون هذه القفزات منطقية،لأن عمل الجميع مرتبط ببعضه، وفي حال قرر متقاضي الأجر أن “يشطح كثيراً”، فإنه لن يجد من يدفع له هذا الأجر، وسنصل إلى حالة جمود وكساد، يتضرر منها الجميع.
سليمان حسين