التفكر في عظمة الله سبحانه

العـــــدد 9355

الإثنـــــين 27 أيار 2019

كل مايحيط بالإنسان من عوالم المادة والفكر والنظام والجمال هي حقائق تشهد لخالقها بالعظمة والقدرة، ولسان ينطق بالتوحيد والدعوة إلى العبادة، ووجود يذكر بتجلي إرادة الله وعلمه وقدرته في روائع الخلق ومظاهر الإبداع.
فكل ما في الوجود أثر وظل لأسمائه الحسنى، وصفاته الربانية المتعالية، التي يمتلئ بها الوجدان الحي، ويعيشها الفكر اليقظ، ويستوحي معانيها العقل الواعي، العقل الذي لا ينسى وجود خالقه، ولا تغيب عن وعيه آثار رحمة ربه، فهو يرى الله قائماً في كل شيء، ويشهده موجوداً في كل حقيقة.
(الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقِنا عذاب النار. آل عمران /191)
(فأنظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيى الأرض بعد موتها أن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير .الروم /50).
وقد تجسد هذا الوعي والإحساس بوجود الله وبعظمته واضحاً دقيقاً بهذه المناجاة (اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء، وبقوتك التي قهرت بها كل شيء، وخضع لها كل شيء، وذل لها كل شيء، وبجبروتك التي غلبت بها كل شيء، وبعزتك التي لا يقوم لها شيء، وبعظمتك التي ملأت كل شيء، وبسلطانك الذي علا كل شيء، وبوجهك الباقي بعد فناء كل شيء، وبأسمائك التي ملأت أركان كل شيء).
فالتفكر بعظمة الله، وتدبر آثار رحمته، والإحساس بوجوده، يحول بين الإنسان وبين الانفكاك عن خالقه، إذ كيف ينسى من كان ديدنه التدبر، وحاله التفكر، وهو يشاهد على صفحة الوجود كل آيات العظمة، ودلائل القدرة، فهو يشاهد ويرى تجلي أسماء الله الله سبحانه، ويحس آثار صفاته، من عدل وحكمة وعلم وقدرة وإرادة إلخ، قد ملأت أبعاد كل شيء في هذا الوجود، وتجلت أنواراً ساطعة في كل حقيقة، لتشهد الوجود على نفسه، إنه الإشراقة الأعجوبة التي لمعت من بين متاهات العدم، والوسيط الظاهر لكل عقل يبحث عن معرفة الله تعالى.

المحامي علاء صابر الموسوي 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار