أجور الإصلاح والصيانة.. والأرقام الفلكية

الوحدة:14-8-2023

يظن المواطن من ذوي الدخل المحدود أن أصعب أمر قد يواجهه هو تأمين خبزه اليومي، أو ربما علبة دواء، وهذا الظن سيتبدد عندما تتعطل واحدة من الأجهزة الكهربائية في المنزل، كالبراد أو الغسالة أو المروحة، ولعل الأمر الأكثر إلحاحاً هو عطل في التمديدات الصحية أو الكهربائية، ففي هذه الحالة لا يمكن تأجيل الإصلاح لوقت آخر، كما قد نفعل أمام عطل البراد على سبيل المثال رغم أهميته، وهنا ستدهشك الأرقام التي يطلبها الحرفي الذي سيقوم بعملية الإصلاح، ومن دون مبالغة، قد  تفوق أجرة الحرفي ثمن القطعة المراد إصلاحها أو تبديلها، علماً أن الأسعار لا تعرف الاستقرار، وكل يوم تشهد ارتفاعاً جديداً، وأحياناً قد نجدها تحلق مرات في اليوم ذاته.

تقول السيدة سوزان حليم: حدث أن تعطلت مضخة المياه، ولا يمكن الاستغناء عنها، لكون المياه لن تصل إلى الخزان من دونها.. اتصلنا “بمعلم الصحية” لفك المضخة فقط ومن ثم إعادة تركيبها بعد الإصلاح، فطلب 25 ألف ليرة سورية، وبعد أخذ ورد وافق على ٢٠ ألف ليرة، لتبدأ بعدها معاناة عملية الإصلاح واستبدال بعض القطع التي يتم تغييرها بشكل دوري (فراش، براونة)، وقد وصل ثمن هذه القطع إلى ١٥٠ ألف ليرة، و بلغت أجرة الحرفي الذي فك القطع القديمة واستبدلها بجديدة ٥٠ ألف ليرة سورية، مع عبارة أطلقها في سياق الحديث: أنت محظوظة لأن المحرك ليس محروقاً ولا يحتاج إلى لف، لأن عملية اللف تفوق ال٢٠٠ ألف ليرة سورية.

وتضيف السيدة سوزان: ما دفعته لقاء عطل بسيط لمضخة المياه أصابني بالذهول، وما فاجأني أكثر هو تلك الأرقام التي يطلبها الحرفي لقاء جهد لا يتجاوز ساعة من الزمن وفي نفس الوقت هو ليس راضياً، ويؤكد أنها لا تكفي لتأمين متطلباته اليومية أمام موجة الغلاء التي طالت كل شيء، حيث برر الحرفي طلبه الزائد أنه يشتري بنزين دراجته بأرقام فلكية، ولهذا يزيد أجرة يده..و هكذا ندخل جميعاً في دوامة زيادة الأسعار من حيث لا ندري، ونعود إلى النقطة الأساسية التي يعرفها الجميع، وهي الرواتب الضعيفة التي أصبحت بعيدة عن إدراك موجات الغلاء المجنونة!!.

هلال لالا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار