البلاغ رقم (1).. لله درك يا اتحاد كرة القدم

العدد: 9279

الاثنين 28-1-2019

هذا، وبعد أخذ ورد، واجتماعات مكثفة، وفي ليلة مظلمة خرج المارد من قمقمه قائلاً للجماهير الرياضية الغفيرة: لا تطلبوا ولا تتمنوا، فقد ولى زمن الأمنيات، واندثر عهد الأحلام الوردية، ها قد جئتكم بالتاريخ كي يغير مستقبلكم ويبدد أحزانكم، ها قد جئتكم بالرجل الثمانيني ليطور لكم كرة القدم ويبني لكم استراتيجيات محدثة للمنتخبات الوطنية، ولا تظنوا أن للعمر حقه فهذه كذبة كبيرة، ولا تعتقدوا أن الأجيال تخلف الأجيال بل على العكس تماماً، إن عجلة الزمن تعود دائماً إلى الوراء، وهذه البلاد الممتدة لسبعة آلاف سنة غير قادرة على إنجاب كفاءات جديدة، وإن رأيتم أي ظاهرة من هذا النوع أغمضوا أعينكم واستعيذوا بالله من الأوهام.
لم نكن نتخيل كيف يمكن للجبل أن يتمخض، فينجب فأراً ميتاً قبل أن نطلع بالأمس على البلاغ رقم (1) الصادر عن اتحاد كرة القدم، فقد أذهلنا هذا البلاغ وأدخلنا في حيرة من أمرنا، وخلط الحابل بالنابل، والتاريخ بالحاضر، وجعلنا نرتل صلاة الجنازة على مستقبل الكرة السورية (عليها الرحمة والسلام).
تخريجة مبكية ورطت صاحبها ودفعته إلى الاعتراف بعدم أهليته، فقبل بوصاية إضافية ستمحو ذكره حتى انتهاء ولايته، وكل ذلك كرمى لعيون كرسي رئاسة الاتحاد، ولتذهب أحلام الجماهير إلى الجحيم.
صدقاً لا نعرف من قدم المشورة لرئيس الاتحاد، ولا نعرف كيف أقنعوه بأن الهروب من مطالب الجماهير يكون بهذه الطريقة البدائية، وربما ننتفع بأمر واحد من البلاغ ألا وهو أن السيد فادي الدباس لا يملك من أمره شيئاً، وأن الكوارث التي ارتكبها قبل وأثناء بطولة آسيا لم تكن إلا ترجمة لقلة معرفته، وتصوره الخاطئ لكيفية التعامل مع كرة القدم السورية تحديداً.
إن البلاغ الأخير لاتحاد الكرة لم يحمل في طياته أي أمر يعتد به سوى اعتراف الاتحاد بأخطائه الكارثية، واعتذاره من الجماهير السورية، ويا ليته توج هذه الاعترافات بإعلان استقالته، فاستراح، وأراح، فالكرة السورية بحسب نص البلاغ لم يكن ينقصها إلا عودة العميد فاروق بوظو إلى مشهدها، فالعميد رغم بلوغه من العمر عتياً مازال يضج بالحيوية؟؟؟، ومازال قادراً على العطاء وتقديم الأفكار الحديثة لتطوير كرة القدم وبث الروح فيها بعد موت سريري أصابها بفعل جاهل.
بالله عليكم ماذا تفعلون؟ بالله عليكم من قدم لكم المشورة وأفهمكم أن ما خلصتم إليه هو الحل؟ ألا تحترمون عقولنا بعض الشيء؟ أم أن شرش الحياء قد انفجر، ولنضرب رأسنا بأقرب جدار؟

غيث حسن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار