العدد: 9279
الاثنين 28-1-2019
هل ستبقى أوضاع كرتنا كما كانت حالها قبل الحضور المخجل لمنتخبنا الوطني في النهائيات الآسيوية وهو الأسوأ له تاريخياً في تلك البطولة؟ ألا يجب بعد حدوث أي فشل أن تكون هناك محاسبة لمن كان وراء كل ذلك خاصة بعد أن أصبح كل شيء واضحاً لا لبس فيه ولا غموض ولا تأويل، فالكل مهزوم ومصدوم من الاتحاد الرياضي العام إلى اتحاد الكرة إلى الجهازين الإداري والفني ومن ثم اللاعبين وجمهور الرياضة في بلدنا من مختلف الشرائح والفئات والذين أصيبوا بالقهر والحسرة .. ولكن ماذا بعد؟! هل ستمضي هذه المرحلة ونطوي صفحة فشل جديدة دون أن تعيش رياضتنا إشراقة حقيقية بعيداً عن الطفرات؟ هل سنظل نبكي على الأطلال ونجتر الكلام المكرر على وسائل الاعلام وصفحات التواصل الاجتماعي ونلقي المسؤوليات على أطراف دون أخرى حسب حصص كل منها من التقصير والاتهامات، أم سنفكر بهدوء وروية ونبحث عن مكمن الخطأ وطريقة الحل ، وهل سيكون هذا الحل في هدم المؤسسات الرياضية القائمة واستبدالها بمؤسسات جديدة قادرة على إيجاد الحلول، أم في تغيير البنية الحالية والهيكلية التي تقوم عليها رياضتنا بأسسها وقوانينها وتشريعاتها واختصاصاتها، أم في نوعية المدربين وشخصيتهم وثقافتهم وخبرتهم، أم في عقلية اللاعبين وطرق تفكيرهم بعد أن أصبحت الكرة تضرب بالعقل أكثر من القدم، أم علينا الاكتفاء بتعداد الأخطاء وقسم اليمين بأنها لن تتكرر، أم نكون واقعيين ونقبل ببقاء كل شيء على حاله تبعاً للظروف والأحوال والمناخات والمنخفضات القطبية حيناً والدافئة أحياناً، ونذعن من جديد للوعود والآمال والأحلام المستقبلية بأن كل شيء سيكون على ما يرام، وجل من لا يخطئ، والمهم التعلم من الخطأ لا الاستمرار فيه وينتهي الموضوع بتقبيل الشوارب؟.
كل هذه الأسئلة تحتاج إجابات شافية وشفافة، فالمسألة برمتها ليست بهذه السهولة وهي لم تكن المرة الأولى ولن تكون الأخيرة إذا بقينا على هذا الحال من نمطية العمل والتفكير، فاستقالة اتحاد الكرة لن تحل المشكلة، فطالما أننا لا نستطيع استيراد اتحاد كرة القدم من سويسرا فهذا يعني أن الاتحاد الجديد سيكون على شاكلة سلفه، وطالما أنه لا يمكننا استيراد مدربين من أوروبا على وزن مورينيو أو غوارديولا، فالمحليون هم على قياسنا ومفاهيمنا، وطالما أننا لا نستطيع استيراد لاعبين من البرازيل، فلاعبونا هذه قدراتهم ومستوياتهم وعقلياتهم وانتماءاتهم.. وبالنتيجة هذا نحن على مستوى التنظيم الرياضي والتدريبي وفي أرض الملاعب وقد عشنا لسنوات طويلة تجارب الأمل والاحباط والتمنيات والخيبات والحسرات والانتقادات والتسويات والمسؤوليات والمرجعيات والأقدار والأعذار، بحيث أصيبت آذاننا بالصمم، ومع هذا كله ماذا بعد ؟ الجواب وللأسف الشديد ليس جاهزاً الآن، فانتظرونا في نهائيات آسيا القادمة فربما حينها قد يأتي الجواب!
المهندس ســــامــر زين