الوحدة:10-8-2023
عبر مر العصور وتعاقب الحضارات كان للمرأة دور محوري في نهضة المجتمعات القديمة والحديثة.
هو ما جاء في لقائنا مع الباحثة سونيا عدرة على هامش محاضرة قدمتها في دار الأسد للثقافة، حيث تحدثت عن مشاركة المرأة للرجل بقولها:
برزت المرأة عنصراً فاعلاً وشريكاً مساوياً للرجل بما قدمته من تضحيات جسام بكوكبة من الشهداء في سبيل نصرة الوطن، وهي لم تكن يوماً شريكة للرجل في النضال فحسب، وإنما شريكة في إدارة المجتمع بمسيرة النهضة والتنمية ومشاركة فعالة في شتى ميادين الحياة، فعلى المستوى السياسي لا تجد مركزاً لصنع القرار يخلو من السيدات، وهو ما جعلها تنال حقوقها المجتمعية كاملة ليبرز دورها الاجتماعي الفعال، فهي الأم والزوجة والأخت التي تعطي الدفء الأسري وديمومة للحياة، وتابعت: إن المرأة بدعمها للثقافة تكون السد المنيع لمنع الانجراف وراء تيارات العولمة والزيف الاجتماعي المبطن بالحريات الباطلة، والتي هدفها تشويه صورة المجتمع وإفساد جيل نحن بأمس الحاجة إليه ليكون اللبنة الأساسية لبناء المجتمع.
إن لدورها الثقافي الدور الأساسي من خلال نشرها للمبادئ القيمية المفعمة بالأخلاق السامية معتمدة على مؤهلاتهم العلمية والثقافية، فهي الكاتبة والأديبة الباحثة عن الحقيقة في ثنايا الحياة ليبرز دورها التعليمي والأكاديمي الذي يعكس صورة المرأة السورية القوية المتماسكة بالعزيمة والإصرار على النجاح، لتحجز لنفسها مكاناً مرموقاً في المؤتمرات والمواقع المختصة بالبحث العلمي، فقد ساهمت بتطوير الأسس التعليمية كونها امتهنت التعليم بحرفية عالية، والتاريخ حافل بالشواهد يثبت حضورها العلمي وقدرتها على إثبات الذات.
وحول دورها في الحرب والأزمات قالت: المرأة السورية خلال سنوات الحرب كانت من خنساوات هذا العصر فقد جسدت أقدس معاني الصمود والوطنية، وتمكنت اقتصادياً من خلال تعزيز وجودها في سوق العمل كشريك مواز للرجل وانطلاقاً من أسرتها الصغيرة تحت مسمى الاقتصاد المنزلي، وإن قدرتها على إدارة منزلها ووضعها لاستراتيجية
” بيتوتية ” تلبي احتياجات أسرتها من النواحي المعيشية ناهيك عن قدرتها بتدبير شؤون منزلها وقت الكوارث والأزمات، وتخفيف وطأة الفقر و العوز جعل منها مدبرة جيدة لشؤون المنزل الأكبر هو الوطن، فالمرأة الريفية استطاعت تحطيم القيود والخروج من الآفاق الضيقة عبر تنمية مشاريعها الريفية التي تدر عليها ما يكفل لها ولأسرتها عيشاً كريماً، وللمرأة نصيب في برامج تعزيز قدراتها بتدريبها على مهن مختلفة لتدخل السوق بأعلى جاهزية من خلال امتلاكها لمشروعها الخاص الذي ينعكس إيجابا على المستوى الصحي والمعيشي والتعليمي لأفراد أسرتها ولتسهم في محاربة البطالة لتصبح قوى مضافة لقوى التغيير الإيجابي والتي تشكل قوة ديناميكية داعمة لعملية التطور والعطاء.
واختتمت الباحثة سونيا حديثها قائلة: إن وجود المرأة ضروري لإحلال السلام الأهلي، فهي بطبيعتها داعية للسلم والأمن، فمشاركتها الفعالة في الحياة السياسية والحزبية وبمؤسسات المجتمع المدني عمقت البعد النضالي القائم على تفعيل عمل النساء في إطار وطني قادر على تعبئة النساء والرجال ليكونوا صفاً واحداً في تغيير المجتمع نحو الأفضل.
هدى سلوم