الوحدة:10-8-2023
هي واحدة من الأشجار المباركة، والتي ذُكرت بالكتب السماوية، لكن نموها بين أضلاع ومفاصل الجدران ضرب جميع المعادلات الزراعية التي تعتمد في البنية الأساسية للزراعة على التربة الخصبة والأصول العلمية في عالم الزراعات المثمرة، الظاهرة الغريبة التي تبدو للعيان، هي ظهور شجيرات من فاكهة التين تزيّن العديد من الأبنية وغالبيتها من الحجارة القديمة،
تفعل تماماً كما تفعل اليمامة وباقي الطيور في إنشاء أعشاشها بعيداً عن وصول البشر، تعيش على ارتفاعات مختلفة غير آبهة بظروف الطقس وأمور الري وحتى أنّها تزيّن الأرياف الصخرية المرتفعة، حيث تتسلّل جُذورها الدقيقة بين تلك المفاصل مقدّمة لوناً ناصعاً لأوراقها الخضراء، واضعة على براعمها حبّات تحاول النضوج قبل أوانها. المهتمون بزراعتها ينتابهم الاستغراب حول تصرفاتها الحياتية الإنمائية، فهم يقدّمون لها كافّة أنواع الخدمات الزراعية وبأضعاف مضاعفة عند محاولتهم زراعة تلك الأنواع من التين عبر حقول طبيعية وتربة مناسبة، معتمدين على تقنيات علمية عالية في سبيل إنمائها، وبعض تلك المحاولات تأخذ طريقها إلى الفشل واليباس أو الثبات الطويل، لذلك فإن أشجار التين التي تنمو بهذه الطريقة العشوائية الغريبة بعيداً عن كافة مكملات الحياة باستثناء الهواء والضوء، يلاحقها الكثير من الأسئلة والاستفسارات المنطقية، هي بحاجة لتفسير علمي زراعي يبيّن حقيقة هذا النمو الغريب.
سليمان حسين