صيادو السمك في حالة هجران وعدم ثقة بالمردود؟!

الوحدة: ٢١-٧-٢٠٢٣
قديماً..كان يسمى البحر بأبي الفقير وصاحب الخيرات الوفيرة، وكان المعيل الرسمي للكثير من العائلات، و لكن منذ مدّة، بدأت حالة من التذمّر واليأس تسيطر على الصيادين نتيجة ضعف وفقر الرزق الذي يقدّمه البحر لهم، عداك عن وسائل البحث والخروج إلى الأعماق المتمثّلة بكيفية الحصول على الوقود الخاص بالمراكب، و أدوات الصيد غالية الثمن، أضف إلى ذلك أيام المنع الطويلة المفروضة على الجميع ..
يقول أحد الصيادين: إن بحر اللاذقية أصبح من البحار الفقيرة بثروته السمكية، وبات هناك قناعة تامّة لدى الكثيرين بهجران هذه المهنة، وأضاف: تكاليف الدخول البعيد في العمق والانتظار الطويل أصبحت بمردود هزيل لا يفي بالغرض، وهذا المردود لا يكفي حتى لتقديم أجرة البحّارة المرافقين و المساعدين للرحلة، بغضّ النظر عن مصروف الطعام الذي لا بُد وأن يكون متواجداً على المركب، أمّا على الشاطئ ومن خلال هواة الصيد “بالقصبة” أو “الصنّارة”، فيؤكد الغالبية من هواة الصيد وممن يعتمدون عليه كدخل إضافي على أنهم يعودون إلى منازلهم بخُفّي حُنين، وقد أصبحوا بحالة عجز تام عن تأمين ما يقابل انتظارهم الطويل ولو بعدّة سمكات “لزوم” وجبة طعام مقبولة، وأصبح الجلوس الباكر على الشاطئ بدون فائدة تُرجى، وهذا مدعاة لترك هذه الهواية ورزقها المجهول، البعض منهم أكد أن الوضع كان جيداً منذ عدّة سنوات، و كان الصياد منهم يعود على أقلّ تقدير بقوت يومه وعائلته، وآخرون من المتمرسين بالصيد عبر الشباك والأقفاص كانت مبيعاتهم جيدة جداً وتدرّ لهم دخلاً وافراً يعيلهم على الاستمرار بتحمّل أعباء الحياة ومتطلباتها المعيشية، آملين عودة الرزق إلى هذا البحر (أبو اليتامى) وعودة الثقة إلى أصحاب هذه المهنة المكلّلة بالصبر والتحمّل.
#هوامش
– قام الصيادون مراراً بمناشدة نقيبهم لأجل مخصصاتهم من المازوت، الذي بدوره يؤكد أنه خاطب الجهة المعنية بدمشق وهو بانتظار الردّ.
– كل شهرين يتم توزيع ٥٠ لتراً فقط من أصل ٢٢٠ لتراً مُقرراً لكل بطاقة مركب، تحديداً بمينة النزهة والصيد والدبجيات وابن هانئ.
– من الأسواق .. أسعار السمك في ارتفاع جنوني وحسب النوع ..الرديء منها بحدود ٢٠٠٠٠ ل.س.
سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار