مسابقات بعشرات الآلاف من المتقدمين ينقشع ضبابها على آمال خائبة

العدد: 9352

22-5-2019

 

كرنفال شبابي كان أمس (مسابقة الجامعة)، ولم أكن لأعلم بأمرها لولا أني استقليت سرفيس القرية فأدهشني ركابه من فتيات جميلات أنيقات رأيتهن منكبات على الدرس وقراءة ما بأيديهن من مطبوعات عن القانون الأساسي للعاملين وقانون تنظيم الجامعات واللائحة التنفيذية وثقافة عامة بطريقة مؤتمتة، ويتمتمن ليعلو دوي نحل طنان، ولم تكن سرافيس الجامعة غير ذلك، جميعهن يحملن أوراقاً مطبوعة وموسومة باسم مكتبات يسرت أمر المسابقات وزودت أصحابها بمعلومات الامتحانات، وبالنهاية ليس امتحان مقرر أو مادة دراسية فيه نجاح وتخرج وإنما فرصة عمل لطالما انتظرنها، هناك من قدمت قبل ساعة من الوقت وأخريات تأخرن بأسباب يركضن هنا وهناك لقد تجاوز عدد المتقدمين 14ألف وليس لغير 460 منهن فرصة عمل فمن هي صاحبة الحظ السعيد..

 

أمل وهي التي نالت شهادة الدبلوم في الأدب الفرنسي لكنها قدمت أوراقها مع الشهادة الثانوية البكالوريا فليس باليد حيلة تخرجت منذ عام 2015، ولم تحظ إلى اليوم بعمل، حيث أنها سابقاً قدمت على مسابقات التربية ولم يكن فيها نصيب لخريجي الفرنسي في المحافظة وهي خارج محافظتها لا تبغي عملاً، وأشارت بأنها اشترت قانون العاملين من مكتبة العمارة ب400ليرة ومعظم أسئلة الامتحان أتت من قانون تنظيم الجامعات وليست سهلة ومع هذا فإنها تتوقع النجاح الذي تحلم به..
زين خضور تعلو ببعض الكلمات ( رح يروح عليّ الامتحان) بقلب يضج خوفاً ووجه مصفر جاءت إلى مبنى رئاسة الجامعة حيث نشرت الأسماء والأرقام وتوزيعها على الكليات للامتحان وقفت جانبي لتقول : تصوري اسمي موجود بحسب تسلسل أسماء القائمة أي مكان الامتحان في كلية الزراعة وهناك قابلت المشرف على القاعة والذي أكد لي أن الأسماء الموجودة لديه بحرف اللام والميم والنون وليس فيها حرف الزين والآن أنا تأخرت سألت الواقف على باب المبنى قال رقمك 5165 في قاعة التربية وهو رقم القبول وليس رقم التسجيل في الديوان، مبنى التربية بعيد ولا أعلم إن كانوا سيقبلون أن أدخل القاعة بعد فوات أكثر من عشر دقائق على بدء الامتحان، تركتني وبدأت الجري تقصد الكلية البعيدة التي لا يمكن مشاهدة مشارفها على البعد الخامس والسادس .

زين أتت على فحص المسابقة بشهادة البكالوريا وقد حفظت قانون العاملين وتنظيم الجامعات (عن ظهر قلب) فهي تبحث عن شغل منذ عشرين سنة حيث بدأ مسلسل المسابقات معها وتحفظ الوجوه جيداً فمعظمهم تعرفهم من خلال الوقوف لساعات في طوابير الانتظار عند تقديم الأوراق والامتحان تذكر أخرها مسابقات الجامعة والكهرباء والثقافة التي قصدت لأجلها دمشق لديها باع طويل بموضوع المسابقات فهي تعلم بكل شؤونها وشجونها حيث قالت :(مو بس هيك ) أعلم النتيجة مسبقاً ما في أمل، تتنهد وتزفرها بعيداً بابتسامة تحلق بها في بحث داخلي شامل لنفسها، الظروف تدفعنا للجري وراء المسابقة ،سمعنا بها إنها هاجسنا ولا بد من دخول التجربة (على وعسى) بحلمنا أن يضرب رنده، فالواحد منا يود أن يكون لديه شغل يعيل نفسه به ويحفظ ماء وجهه لديه الكثير من المسؤوليات.
الأمل يشرئب على وجهها مع أنها تؤكد بقولها: ضربة حظ ..رقمي 9789 ويريدون 300 فقط من المتقدمين للمسابقة وفرصتي صفر بالمئة .
شابة تجلس على حجر الرصيف المقابل للحديقة وفي يدها مطبوعات تقرأها قبل دخولها قاعة الامتحان أشارت بأنها اشترت قانون تنظيم الجامعات وأخرى لأسئلة ودورات من المسابقات السابقة وثقافة عامة ب900ليرة هي خريجة أدب فرنسي وقدمت أوراقها بالبكالوريا ولديها خبرة بالفحوصات والمسابقات لكثرة فهي التي دخلت حلباتها ( الكهرباء والمالية والزراعة و..) توفقت عند مسابقة المحافظة 2012 لتقول والحسرة تغص بكلماتها : نلت في الفحص الكتابي العلامة التامة وفي الشفهي كنت الأعلى علامة إلا أن أحدهم سبقني بدرجة واحدة فقط (بكرت أحمر.. واسطة) لأكون خاسرة .
أم هلا حدثتني عن ابنتها التي تجلس على يمينها لتقول : قدمت أوراق ابنتي في مسابقة السنة الماضية وأنا موظفة بالجامعة واليوم أتيت بابنتي للتقديم على المسابقة بشهادة التاسع مع أنها تمتلك شهادة البكالوريا لكن الفرص في مسابقة التاسع أوفر والنجاح أكبر، قالوا لنا رقمها 152 في الجداول وعدد المتقدمين على المسابقة كبير تجاوز بضع آلاف فقط ، أملي في حصول صغيرتي على شغل أيضاً كبير الحياة صعبة ( بدنا نعيش) المهم أن تنجح وبعدها يمكن تعديل الوضع على الشهادة الثانوية.

هدى سلوم 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار