مركــز ثقـــافي في ســـجن طرطــوس

العدد: 9278
الأحد 27-1-2019

خطوة ثقافية متقدمة قامت بها وزارة الثقافة يوم الخميس الماضي بالتعاون والتنسيق مع وزارة الداخلية في سجن طرطوس حيث افتتحت مركزاً ثقافياً بحضور السيد بسام ديوب مدير المراكز الثقافية ممثلاً وزير الثقافة واللواء قائد شرطة طرطوس ممثلاً وزير الداخلية وبحضور السيد صفوان أبو سعدة محافظ طرطوس في إطار تنفيذ خطة التعاون الموقعة بين الوزارتين لدعم النواحي الثقافية وتطوير هواية القراءة للسجناء مما يرفع من سويتهم الفكرية ويجعلهم أكثر اندماجاً في المجتمع بعد خروجهم كما أنه ينمي فيهم الثقة بالنفس وعدم العودة لأي عمل إجرامي، وهذا المركز يعنى بوضع خطط ثقافية للسجناء تحاكي عقولهم من محاضرات توعية وإرشادية، كما صرح السيد بسام بأنه سيتم عرض أفلام سينمائية من إنتاج المؤسسة العامة للسينما ومسرحيات منتجة من قبل مديرية المسارح والموسيقا كأي مركز ثقافي في أي مدينة مع إقامة كافة النشاطات المتعلقة بالثقافة الشعبية كالخط العربي واللغات والموسيقا، كما ستتم إقامة دورات لتعليم المهن التراثية والحلاقة وأعمال حرفية وسيمنح الخريجون شهادات مصدقة أصولاً من وزارة الثقافة تساعدهم في سوق العمل بعد خروجهم، وتمّ إهداء مكتبة السجن ألفي عنوان جديد من الهيئة العامة للكتاب كمساهمة أخرى تلبي كل الأذواق وتنمي الحس الإيجابي لنزيل السجن.
السيدة غادة عيسى مديرة المركز الثقافي في سجن طرطوس قالت أن السمة الأساسية لهذا المركز يكمن في شعور النزيل بأنه ليس خارج المجتمع وغير منبوذ منه وهو فرد له كامل حقوقه وإن ما ارتكبه من خطأ لا يخرجه من دائرة المواطنة وأن دولته تختضنه في كل الأوقات وتقدم له كل مقومات الإصلاح والثقافة هي الركن الأهم لجعله يشعر بأهميته ومواطنته وعودته السليمة إلى المجتمع دون إحساس بالدونية التي قد تعيده لمهالك الجريمة مرة ثانية.
السيد اللواء مدير شرطة طرطوس شدد في كلمته على أن السجن ليس مؤسسة عقابية أو تأديبية قاسية وإنما إصلاحية حقيقية وهذا الافتتاح لمركز ثقافي في سجن طرطوس خير دليل على ذلك وهو خطوة سباقة على مستوى عالمي وأحد بينات نصر سورية قيادة وشعبا على الفكر الإرهابي الظلامي بنشر الثقافة الحقيقية.

رأي نزلاء السجن
بعد مراسم الافتتاح وتقديم تسهيلات حقيقية للصحافة من قبل العميد مدير السجن تمكنّا من لقاء بعض النزلاء وسؤالهم عن ردة فعلهم تجاه هذا المركز المحدث وهل يحتاجون فعلاً لمثل هذه المراكز الثقافية.
النزيل إيلي ديب يحمل شهادة الدكتوراه في الاقتصاد قال أن مكتبة السجن لم تكن كافية لقلة عدد الكتب وقدمها حيث لم يتم تجديدها منذ فترة طويلة إضافة إلى أن الإصدارات تعتبر قديمة ولا تماشي الواقع الحالي وتغيب الكتب الاختصاصية عنها كاختصاصي مثلا أما الآن فإن ألفي عنوان جديد تغني هذه المكتبة بشكل غزير وتواكب الثقافة الحالية وخصوصاً لنزيل السجن ممن قضى فترات طويلة هنا ويحب أن يعرف ما يجري في الخارج في مناحي الحياة كافة ورغم تعاون إدارة السجن في توفير أي كتاب لمن يرغب لكن افتتاح المركز يسهل العملية ولا أظن أننا بحاجة لأي كتاب خارجي حتى في العناوين الاختصاصية.
النزيل عبد الكريم ضاحي ومدرس اللغة العربية في مدرسة السجن كان في غاية النشاط وأخذ يقلب في الكتب الموضوعة ويتفقد عناوينها وحين بادرته بالسؤال بدا متحمساً جداً وشديد التعاون ففترة محكوميته القصيرة في السجن يقضيها في إفادة النزلاء الآخرين من خلال دورات محو الأمية ويوفر هذا المركز كتب حسب المنهاج الحديث أكثر تطوراً وأسرع تعليماً.
بعض النزيلات قامت بأشغال يدوية فائقة الحرفية كأدوات الزينة النسائية ومستلزمات منزلية تباع لصالحهم من قبل جمعية رعاية المساجين وتؤمن لهم دخلاً لا بأس به.

 كنان وقاف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار