قامات شامخة

العدد: 9352

22-5-2019

عيون من خجل وتعب وخوف وسغب، مطبقة الأجفان، وعلى الأرض آذان من طين وتراب، وأعصاب باتت مشلولة الحركة والإحساس، كأقلام جفّ حبرها..
وثمّة أشياء وأشياء، حسناً فلندخل في محراب (الفنتازيا) وأدب الخيال بعيداً عن أوجاع لا مراهم لها ولا دواء، وعن صخب الكلام وصرير الأقلام..
وحدهم ظلت قاماتهم مشدودة ورؤوسهم مرفوعة، من أنصفوا وأخلصوا في عملهم، لكن ثمّة من سقط ولم يصمد، الضعفاء منهم والمزيفون والمتعبون، أو ممن انحرفوا أو يمموا بوجوههم شطر طريق آخر وهم يبدلون ألوانهم كلما انتقلوا من مكان إلى آخر، أمّا من ينعشون الحياة لدى الآخرين يجددون شوق الوصول إلى غاية المنتهى ويعزّزون في الصدور الإيمان بما سعوا ويسعون إليه، ويعرفون بحسهم النقي وإخلاصهم فيما يقومون به مع أنفسهم ومع الآخرين، على أي أرض هم يقفون، يتابعون المسير دون غفلة أو إعياء عن حقيقة أن المسالك وعرة وطويلة، لكن لابدّ من العبور.
الطريق في مساره الصحيح السليم، يلفظ اللاهثين المتعبين، ولكن لا يبقى تحت الشمس وذاكرة الزمن إلّا من صبر وصمد وتابع المسير، يحمل رايته عالياً وناره بيده يضيء بها حالك الظلمات، فالبعض آثر الصمت والبعض الآخر يفكر بصوت.. فتحية لمن لم يحد عن قول الحق في الطريق الواضح كشمس الظهيرة في الفضاء الرحب الوسيع.

بسام نوفل هيفا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار