العدد: 9352
22-5-2019
مباركة هي الأيدي التي تحتضن بحناياها احتياجات طفلٍ يرنو بقلبه قبل عينيه إلى لمحاتٍ من السعادة غابت – أو غُيِبت – عن لحظات حياته .. شباب وشابات تطوعوا عن طيب خاطر واجتمعوا بكثير من المحبة لتوفير المساحة والوقت الذي يأخد فيه كل طفل الحق باللعب والتعليم والرسم وحتى الحق بضحكاتٍ من القلب.. هذه هي رؤى وتطلعات فريق سيار التطوعي واضعين نصب أعينهم الأهداف المرجوة متمثلة في تمكين وتعزيز دور فئات الأطفال المنتشرين في الشوارع للمشاركة في العملية التنموية وبناء مجتمع مُعافى وفق نظم وقيم المجتمع السوري. و- سيار فريق اللاذقية – هو جزء من مشروع سيار في سورية الذي انطلق من مدينة دمشق ويعمل على دعم الأطفال في الشوارع والمهمشين على الشقين التنموي والتعليمي. عن الفريق التطوعي وكيفية استقطابه لهذه الشريحة من الأطفال والمقترحات الهامة لتحويلها نحو الحياة الاجتماعية الفاعلة والمنتجة، كان لصفحة – واحة الطفولة – اللقاء الآتي مع عثمان جبور منسق الفريق باللاذقية ومعه الفريق الإعلامي أحمد القش وفاطمة علي:
* حبذا لو تعطونا لمحة عن فريق العمل وأهدافه؟
بداية تأسس الفريق في دمشق منذ ٤ سنوات تقريباً.. أما في اللاذقية فقد بدأنا بـ ١ تموز ٢٠١٧.. وقد تمّ الترخيص لنا كمؤسسة اسمها (ع. سيار) وفريق سيار يعمل تحت مظلة هذه المؤسسة ، وهو فريق غايته تنمية ودعم فئات الأطفال المهمشين في الشوارع في المجتمع السوري وتحسين أوضاعهم التعليمية والتوعوية وإكسابهم مهارات وقدرات تمكنهم من المشاركة والاندماج في المجتمع مع نشرالتوعية بأن الأطفال المهمشين جزء من المجتمع يجب أن لا ينكر وأن لهم الحق بالعيش والتعامل معهم كأي إنسان ، فـ – سيار – مجموعة شباب وصبايا متطوعين يكرسون جزءاً من وقتهم لتقديم المساعدة لهذه الفئة من الأطفال المهمشة والنهوض بهم نحوالمجتمع المنتج.
* ما المبادرات التطوعية التي قمتم بها وما الفعاليات التي تنوون إقامتها مستقبلاً؟
نحن مجموعة من المتطوعين يعملون على الإضاءة على الظواهر السلبية في المجتمع، عن طريق رصدها وتوثيقها، وإيجاد الحلول الممكنة بالتشارك مع المعنيين ومن ثم تقييمها ومتابعتها، و كأولوية كانت ظاهرة الأطفال في الشوارع هي أول تحرك لنا نظراً لما تحتويه من ظواهر سلبية مضرة للأطفال. وكان لفريقنا العديد من المبادرات منها :
– مبادرة كرنفال سيار بالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تضمنت جزأين رئيسيين: إنشاء فريق كرة قدم أطفال سيار ونادي أشغال يدوية وإعادة تدوير للفتيات.
– مبادرة أبناء الشمس في 1 تموز من كل سنة تتضمن: ممارسة نشاطات مع الأطفال وإقامة معرض للأشغال اليدوية التي عمل عليها الأطفال بتوجيه من متطوعي الفريق.
– مبادرة تقديم ثياب سواء مقدمة من المتطوعين أو من المجتمع للأطفال في المناسبات .
* ما آلية العمل وما طريقة انتقاء شريحة الأطفال المستهدفة ومدى تجاوبهم معكم ؟
يعمل فريق «سيار» الذي يُعنى بأطفال الشوارع على إقامة العديد من الأنشطة التي تساعد في تلبية احتياجات هذه الفئة المهمشة من المجتمع، فهو يستهدف الأطفال المهمشين في الشوارع وغير المسجلين في المدارس، كما يسعى لإعادة الأطفال الذين انقطعوا عن التعليم إلى المدرسة . وهذا العمل يتم من خلال 4 محاور لتحقيق الأهداف وهي:
محور التعليم: وهو أهم المحاور، حيث يتم تعليم الأطفال وتعويض النقص عن عدم دخولهم المدرسة. ومحور التوعية: وذلك بتوعية الأطفال بالأمور الحياتية وتنمية المفاهيم والمبادئ لديهم. ومحور العلاج بالفن: يهدف لتخفيف الضغوط النفسية على الأطفال وإعطائهم مساحة للتعبير عن مشاعرهم. ومحور التنشيط: من خلال تنشيط الأطفال واللعب معهم للترفيه عنهم. ويُخصص لذلك مجموعة من النشاطات الإسبوعية الدورية في الحدائق (لعدم توفر مركز ثابت)، أما تجاوب الأطفال فنلمسه من خلال لهفتم للنشاطات والتزامهم بمواعيد الأنشطة .
* ما مدى التجاوب اجتماعياً معكم كفريق ؟ وهل هناك دعم لكم من قبل جهات رسمية أو أهلية لتسهيل مبادراتكم؟
●في بداية تأسيس سيار لم تكن الفكرة محببة من المجتمع وهذا ماخلق نوعاً من التحدي والإصرار على تحقيق أهدافنا ومع تقدم الفريق في مسيرته بدأ المجتمع بتقبلها وتشجيعها . وفي الحقيقة ليس هناك أي دعم ثابت لفريق – سيار – وعند حاجتنا نلجأ لنشر كل ما يلزمنا في صفحتنا على الفيسبوك .
* ما الأهداف التي تعملون على تحقيقها حالياً ومستقبلاً؟
حالياً، تجري التحضيرات لمبادرة – أبناء الشمس في 1 تموز – لإقامة معارض للرسوم والأشغال اليدوية، مع التأكيد والإصرار على غايتنا المتمثلة بالوصول لأكبر عدد من الفئة المستهدفة – أطفال الشوارع – مع الأمل بمساعدة الجهات المعنية وتعاونها بالحصول على مركز ثابت لـ – سيار فريق اللاذقية .
بقي للقول: «لا يهم كيف وأين نتعلم، ما يهم حقاً هو أننا نبذل ما بوسعنا للحصول على فرصة التعليم. ..عندما تكون شاهداً على طفل يمسك القلم لأول مرة وتكون سبباً بأن يحمل سلاح العلم ليقوى أمام ظروف الحياة .. سوف تفهم ماذا يعني أن تكون متطوعاً في فريق سيار، هذا ما كتبه أحد المتطوعين على صفحة الفريق الالكترونية» … ونحن بدورنا ندرك تماماً ما يعنيه ذلك الأمر .. إنها لحظات عطاء ومحطات للأمل وهي اختزال لحالات إنسانية ترقى فوق المشاعر لتلامس الوجدان والذات وهي في الوقت ذاته دعوة صادقة للوقوف بمسؤولية أمام هذه الظواهر التي تخدش صورة الطفولة في وطننا الحبيب، فظاهرة أطفال الشوارع بحاجة إلى مساهمين مجتمعيين يتبنون هذه القضية للإضاءة أكثر واقعهم وإحداث تغييرات وآثار إيجابية تجاه النظرة الحالية لهؤلاء الأطفال وكذلك العمل من أجل تغيير حياتهم ومساعدتهم على العودة إلى طفولتهم . هذه التطلعات والرؤى كانت وما تزال أهم أهداف هذا الفريق الخلاّق إنسانياً، والتي حرص من خلال مسيرة عمله على تحقيقها من خلال سعيه الدائم لخلق الظروف المواتية مهما كانت الصعوبات والإمكانيات، لأن قطف الثمار لكل مبادراتهم ُترجم من وراء ضحكة هؤلاء الأطفال وسعادتهم وهم يتطلعون إلى رسوماتهم ويقولون: سنصنع بألواننا حكايات تروي قصة مستقبل سيكون أجمل، فنحنُ أبناء الشمس، وسنحاول دائماً أن نكون الأفضل.
فدوى مقوص