الأوريغامي لدار الأيتام في اللاذقية

الوحدة: 13-7-2023

ستة صبية يجلسون على مقاعدهم حول طاولة افترشها فريق بناء مهارات الحياة بالأوراق الملونة التي تطايرت بين أصابع أولاد دار الأيتام في اللاذقية لتنقلب إلى سلل و ورود وأخرى ضفادع تقفز بينهم.

الكل ينادي ويعلو صوتهم باسم (كرم ساعدني)، وكرم الشاب الصغير في  الصف السابع يسرع في النجدة ولا يخيب رجاء عنده لأي منهم فهم العائلة والإخوة، فيتناول الورقة من يد أخيه الصغير ويشكلها له فتصير ضفدعاً.

ويقول لنا كرم: أحبهم فهم عائلتي، إخوتي الصغار  نتقاسم رغيف الخبز ونتشارك الغرفة والسرير، والحمد لله كل شيء متوفر و نحب أهل الدار، فيهم الأب والأم والأخ والأخت، فنعم هذه الدار، واليوم زارنا فريق بناء مهارات الحياة، وقد اعتدنا عليهم ونشكرهم من القلب يدربوننا على تشكيل بعض النماذج والأشكال من الورق الملون، ومن يومهم الأول معنا منذ سنوات وأنا أعمل لوحدي بتشكيل بعض الرسومات فترسخت الفكرة في خيالي، وطورتها لأكون معلماً مساعداً للأولاد، أحب أن أكون ميكانيكياً في المستقبل، والشغل بالكهرباء فأنا أجد نفسي بارعاً بهذه الأشياء.

يوسف طفل لا يتجاوز السبع سنوات يحرّك دميته الخضراء لتقفز من بين يديه بعيداً ويبحث عنها بين الأوراق، أشار لنا بأنه يحب صناعة الدمى ولا يحبذ رسمها، يريدها أن تتحرك ويلعب معها.

الصغيرة هدى صف سادس ترغب لو كانت السلة حقيقية مليئة بالأزهار والعطور لتحملها وتوزعها على كل الأصدقاء وغرف الدار، لكنها ورقية مشغولة بمحبة وستضعها فوق الطاولة بجانب سريرها، تشعر بأنها طائرة ورقية ستأخذها في الأفق البعيد، فهي ستكون في المستقبل مضيفة طيران تجوب كل البلاد.

الصغيرة فاطمة تؤكد أن تشكيل السلل والورود من الورق الملون سهل جداُ ولم تكن تتوقع هذا، فقد حسبته صعب المنال،  وتشير أنها متفوقة بدراستها وتسعى لأن تكون صيدلانية في المستقبل.

المدرب مجد غنايمي – فريق بناء مهارات الحياة أشار بأن الفريق مواظب على زيارة دار الأيتام كلما أتيح لهم الوقت لذلك بالمناسبات وغيرها، فهؤلاء الأولاد يستحقون الاهتمام، وهم يحاولون دعمهم وتمكينهم من المشاركة بالمسابقات السنوية لوزارة الثقافة، ففي الأسبوع الماضي كان يوجد تبادل زيارات بين أولاد دار الأيتام بين دمشق واللاذقية، يتابع بقوله: نقوم بنشاطات كثيرة مثل التدريب على الرسم والنحت و الأوريغامي و…للترفيه والتسلية بالإضافة لفائدتها التعليمية، واليوم لدينا أكثر من عشرين ولداً وبنتاً قسمناهم حسب الفئات العمرية ودرجة استيعابهم  لندربهم على طي الورق وصناعة بعض الأشكال مثل الضفدع وغيره مثل السلل والورود، وفي جعبتنا الكثير لهم.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار