العدد: 9278
الأحد 27-1-2019
إدلب الخضراء.. إدلب معرّة النعمان، إدلب (هذا جناه أبي عليّ وما جنيت على أحد)!
عندما وزّعت كعكة الربيع العربيّ (وتحديداً بالنسبة للدولة التركيّة، في سوريّة من ضمن خطتها وتخطيطها الاستعماري)، فقد كانت حلب، وإدلب، واللاذقيّة، وحمص، معابر وأماكن لإرهاب حقيقيّ نشرته هنا وهنالك لتحقيق أهدافها والاستيلاء على الجزء الأكبر من كعكة الربيع العربيّ وذلك بواسطة حثالة الشعوب التي أغرَتها للقيام بهذه الأعمال الإرهابية..
كان عراكاً طويلاً خلال الثماني سنوات وبعض الأماكن بقيت نظيفة بواسطة شرفائها إلى الآن..
في كلّ مدينة كان هناك المؤيّد والمُعارِض، والمُدمّر والباني، والخائن والأمين، لا نستثني أحداً من هول ما جرى في أيام أشبه بالعصيبة.. كانت المفاهيم الشيطانيّة آنذاك سلاحاً بيد الإرهابيين تنزلق مع أفكارهم كأفاعي ملساء أو تزرق كفئران في وجدانهم وقلوبهم التي تحوّلت إلى حجر أقسى ضراوة حتى -مع أقرب الناس لهم- ليذبحوا ويفجروا ويغتصبوا!!
كان زمن طويل.. أخذ الكثير من الأرواح وزهق النفوس ممّا أثّر على أبدان البشر صحيّاً فإمّا موت بشكل مفاجئ وإمّا جلطات كثرت من شدّة الخوف والقلق والتعب النفسي.
عندما تبيّنت الحقائق بشكلها الموجع، البعض تراجع بقناعة والبعض تراجع مجبراً عندما فضت المساعدات عنها، والبعض وهم الأغلبية عانى من الظلم لم يجد من يقول: ارحموا أعزّاء قوم ذلّوا.. إنّهم أهلنا وجوارنا في إدلب الحبيبة التي وقعت بين وحوش مزّقتها وعاثت فيها.
الشعب الحقيقيّ تمسّك بأرضه ولم يغادر منزله قابلًا بحكم القدر، حين منهم من تمركز في مدينة اللاذقيّة وريفها مستاءً لما حصل، وعندما جعلت الدولة حيزاً منها ما تسمّيه مكبّاً لمن ستنظر بحالتهم ومحاسبتهم ذلك لتهين بهم الذي يحسب نفسه ماردَ هذا العصر ذلك المجرم التركي هناك ليس إلّا..
لأنّه بدأ من هذا المكان وستنتهي ذيوله في هذا المكان! إنّه المستعمر يعمل دائماً على نشر أرذل الكره والحقد! لكنّه لا يعلم أنّ الشعب السوريّ ذكيّ جداً، وقد كشف قناع خبث ذلك المجرم منذ بداية الأزمة..
إدلب الخضراء، ستبقى خضراء بقلوب مخلصيها.. ولاذقيّة العرب، ستبقى باباً مفتوحاً لكلّ عربيّ شريف أصيل.. وحلب الشهباء المحرّرة، ستبقى ناصعة بيضاء..
وحمص الميماس، ستبقى رمزاً للأسُود.. وفرات الشّام، سيبقى معطاء لأرض الشآم..
وحماة العاصي، ستبقى عاصية على الذلّ.. وسويداء القلوب، سيبقى جبينها شامخاً بأسطورة الأجداد.. ودمشق الخالدة، ستبقى قلب العروبة النابض..
وستتوالد (سوريّتنا) زهوراً ياسمينيّة في أجيال أكثر عبقاً وفوحاً وشجاعة، الشعب السوريّ بأكمله يحيي بعضه بعضاً في كلّ مكان طاهر وعلى كلّ أرض سوريّة مقدّسة..
إنّها تحيّة كلّ شهيد لكلّ شرف سوريّ، إنّها تحيّة جنديّ قويّ شجاع لشعب عنيد لا ينهزم، إنّها تحيّة كلّ مخطوف، وكلّ جريح، وكلّ مصاب، لكلّ أب، وكلّ أم،ّ وكلّ زوجة، وكلّ زوج، وكلّ ابنة أو ولد..
إنّها تحيّة التصدّي والتحدّي، إنّها عنفوان جيش وشعب وقائد لعبقريّة المكان سوريّة..
د. سحر أحمد علي