الوحدة 3-7-2023
كانت هذه المدينة الواسعة عبارة عن مرج يانع الخضرة، وقطعة فريدة هاربة من شواطئ الأحلام الغربية، على ترابها صُنعت البطولات وارتفعت أعلام النصر الرياضي وتحقّقق الحلم المفقود، كانت الرئة النظيفة لأهل المدينة الكبيرة وزوار الصيف، فهل أصبح الوقوف على أطلالها مجرّد حلم عقيم؟!
بغض النظر عن حالة التطور الطبيعي الذي كان يجب أن يلاحقها، على أقل تقدير كنّا نتمنى حتى ولو بقيت بذات الحال القديم، لكن أن يحيط بها هول الكهولة والتراجع فهذا وضع غير طبيعي، (الآن) وللأسف أصبحت أبنيتها الحجرية وجدرانها ملاذاً آمنا للاستراحات الفوضوية، آثار العابثين واضحة من خلال ما تركوا خلفهم وكأن قطيعاً عابراً مرّ من هناك، ويبدو أن الدخول إلى حرم المدينة وممارسة العبث متاح جداً للعموم بغضّ النظر عن نقاط الدخول والخروج والحراسة، مروجها الواسعة نالت منها الأعشاب الطفيلية، وأصبحت عبارة عن أدغال صفراء موحشة، المجرى المائي داخلها يحدثنا عن تَلوّث قادم لا محالة،
يضمّ أصبعيات سمكية هي عبارة عن طعام مجاني لأفاعٍ تعيش حوله أطوالها تتجاوز المترين، أمّا مضمار الخيول الوحيد في المحافظة فأصبح من الأطلال، أعشابه الطويلة اليابسة بحاجة لحصّادة تُعيد له الشكل على أقلّ تقدير، هناك بعض الأماكن نالت نصيبها من العناية عبر زراعة أزهار وأشجار الزينة وقدّمت أنموذجاً على إمكانية العودة بتلك المدينة، يتخلّلها بعض الاستثمارات الخجولة بعدّة كراسٍ وطاولات تحت ظلّ أشجار عتيقة، الجميع يعلم أن الوضع في هذه المدينة أكبر من الإمكانيات وإعادة تأهيلها سيكون بمثابة ثورة على الطبيعة بكافة النواحي،
وصيانة خدماتها أصبحت مكلفة جداً وبحاجة لإمكانيات مادية ضخمة، لكن يمكن القيام بتشكيل فريق عمل مختص، مهمته البحث في رسم خطة شاملة لإعادتها إلى الخارطة السياحية، ومن ضمنها مشاركة المجتمع الأهلي والجمعيات التي تُعنى بالأمور الخدمية والبيئية عبر أيام عمل تطوعي تشبه حملات التشجير والنظافة، وإقامة حفلات ومسابقات محلية ومعارض وغيرها يعود ريعها لإعادة بناء هذه المدينة الجميلة.
سليمان حسين