الوحدة : 2-7-2023
منذ سنين عديدة شهدت صفحات جريدة الوحدة تزاحماً لافتاً لشكاوى أهالي القرى العطشى (عين التينة – حبيت – جبلايا – الخالدية وغيرها) من القرى المحيطة والتي تتغذى من نفس النبع (نبع عين المجنونة)، حيث أن معظم الشكاوى السابقة أكد فيها الأهالي عدم ضخ المياه لأحيائهم إلا مرة كل ١٥ إلى ٢٠ يوماً وبعضهم الآخر لم تتم عملية ضخ مياه الشرب إليهم إلا مرة واحدة خلال الشهر، وهذا ما تثبته التقارير الصحفية التي نشرناها سابقاً بعد لقاءات موثقة لدينا.
فما الأسباب الكامنة وراء استمرار مشكلة العطش وسوء عملية الضخ لتلك القرى؟ وما هو اللغز المحير وراء بقاء المشكلة على ذاتها حتى الوقت الراهن؟
* مشاريع مكلفة تبوء بالفشل فمن المسؤول..؟!
لم يعاني أهالي ( قرى عين التينة وحبيت وجبلايا والخالدية والقرى المجاورة) من العطش لمدة ٧ سنوات عجاف فقط بل لعقود من الزمن مرت على تلك القرى ومازال الحال نفسه والشكاوى التي وصلتنا مؤخراً تؤكد ذلك حيث كان آخرها مطالب من أهالي قرية الخالدية للنظر بموضوع عطشهم، بالإضافة إلى نداءات من بعض الأسر في بلدة عين التينة حول عدم وصل المياه لهم منذ ١٦ يوماً، ولا يختلف الحال عنه في قريتي حبيت وجبلايا والقرى التي تتغذى من نفس النبع (نبع عين المجنونة).
وقبل توجيه الأسئلة للمعنيين بالأمر لابد من العودة بالذاكرة قليلاً إلى المشاريع المائية التي تم تنفيذها في تلك القرى بغية حل المشكلة وإنهاء معاناة العطش منها (حفر بئر ارتوازي خلال عام ٢٠١٧) وقد كانت النتائج مرضية مع تدفق المياه بغزارة، ولكن أثناء تركيب مجموعة الضخ سقط الغاطس في البئر وحال الأمر دون تركيب مجموعة الضخ وذهب المشروع سدى، لتعود الكرّة مرة ثانية بعد مرور ثلاث سنوات وينفذ مشروع آخر (حفر بئر ارتوازي آخر في نفس المكان بالقرب من البئر السابق وقد نجحت عملية الحفر، ولكن تكررت نفس الأخطاء الفنية وحدثت هبوطات حالت دون تركيب مجموعة الضخ وانتهى المشروع أيضاً بالفشل).
مشروع الطاقة الشمسية والذي تم تنفيذه خلال العام وحسب المصادر التي التقينا بها حينها بلغت كلفة المشروع ٦٧٦مليون ل.س، وكانت التصريحات آنذاك تلمح إلى أن الوضع سيتغير للأفضل خلال أسابيع، ولكن للأسف وبعد مرور عدة أشهر بقي الحال كما هو واستمرت النداءات من الأهالي، فمن المسؤول عن هذا الفشل وعن هذه الأخطاء الفنية..؟! وهل يعقل أن تبقى قرى تكتظ بالسكان بدون ماء لعقود من الزمن وأن تنتظر مرور أسابيع وأشهر للفوز بعملية ضخ لمرة واحدة أو ربما لمرتين خلال الشهر؟
وللرد على الشكاوى الواردة لبريد جريدتنا وسبب استمرار معاناة أهالي تلك القرى من قلة مياه الشرب رغم تنفيذ مشروع الطاقة الشمسية تواصلنا مع رئيس وحدة مياه الثورة الأستاذ علي رسلان حيث أجاب قائلاً: إن عدم لحظ نتائج لافتة لمشروع الطاقة يعود لعدم سطوع الشمس بشكل جيد، وهذا العامل الأهم والمؤثر على عملية الضخ للقرى وفق منظومة الطاقة الشمسية، مؤكداً أنه يوجد تحسن في عملية الضخ مقارنة مع الفترات السابقة لتنفيذ المشروع مشيراً إلى حدوث عطل طارىء في المنظومة أخّر عملية الضخ لتلك القرى.
* مؤسسة المياه تكشف عن مشاريع قيد الدراسة وأخرى قيد التنفيذ:
بدوره معاون مدير مؤسسة مياه اللاذقية المهندس ممدوح رجب قال: إن الطبيعة الجغرافية الجبلية لقرى (عين التينة – حبيت – جبلايا – الخالدية) وما حولها تلعب الدور الأكبر في استمرار المشكلة وحدوث المعوقات أمام نجاح المشاريع، مؤكداً أن مؤسسة مياه اللاذقية لاتدخر جهداً في البحث عن أي حل لإرواء تلك القرى، لافتاً إلى أن مؤسسة المياه ومنذ حوالي عشرة أيام أو أكثر بدأت بعملية حفر بئر ارتوازي جديد لتلك القرى بالقرب من الموقع الذي تم فيه حفر البئرين السابقين كاشفاً أن عملية الحفر وصلت لحد ٥٠ م وللحظة لم تظهر أية نتائج إيجابية.
ولدى سؤالنا عن سبب تكرار الحفر في نفس المكان والخوف من حدوث هبوطات أثناء الحفر كما حدث في السابق وبالتالي عرقلة العمل أجاب م.ممدوح: لا يوجد أي خيار ثالث لأن هذا المكان هو الذي أوضحت لنا الدراسات بعد الكشف عليه وجود مياه جوفية فيه، ويمكن الاستفادة منها ولا يوجد أي سبيل لنا سوى متابعة الحفر وتوخي الحذر، كما أضاف م. رجب: يوجد حالياً بيان إمكانية دراسة وتنفيذ بناء خزان تجميعي للمياه بالقرب من الخزان القديم القريب من النبع، والهدف هو تجميع المياه في الخزان خلال فترات انقطاع الكهرباء بدلاً من هدرها في الأراضي ومن ثم ضخها للأهالي مجدداً.
جراح عدره