العدد: 9278
الأحد 27-1-2019
كما توقعنا تماماً، لملم رئيس اتحاد الكرة أوراقه، وامتص الصدمة الأولى بادئاً حملته التسويقية لمتابعة عمله كرئيس للاتحاد.
من خلال ما تابعناه على وسائل التواصل الاجتماعي وجدنا العديد من (الأذكياء) يقودون حملة تعويم السيد فادي الدباس تحت عناوين تخص لاعبي المنتخب وتوجه لهم سهام المسؤولية الكاملة عما حصل، ويدأب هؤلاء على حرف الأنظار وتشتيت المطالب الجماهيرية التي يخفت صوتها يوماً بعد يوم تحت تأثير الحملة المضادة (الذكية).
لا شك أن بعض اللاعبين لم يحترموا مشاعر شعبهم، ولم يلعبوا لقميص منتخبهم كما ينبغي، بل انشغلوا عن الهدف السامي بسعيهم لأهداف شخصية فاحت منها رائحة تصفية الحسابات وتكسير العظام، ولكن من يسوقون لهذا الأمر يتجاهلون بأن كل ما حدث كان تحت مرأى ومسمع وربما مباركة رئيس اتحاد الكرة الذي عجز بكل ما للكلمة من معنى عن وقف المهزلة الحاصلة أمامه، بل بقي ينزع طربوش فلان ويضعه على رأس فلان حتى وقعت الكارثة، وعدنا أدراجنا خائبين.
كتبنا هنا قبل أيام، ونقتبس (سيطل علينا رئيس اتحاد الكرة بعدما تصفح بإمعان وسائل الإعلام بمختلف أشكالها، وعرف مطالب جماهير كرة القدم الملحة على استقالته، ولا تستغربوا إن حمل لكم جملة من القرارات المتماهية مع مطالبكم لعل وعسى تطمئن القلوب و تهتدي إلى أنه هو الحل، وهو القادر على إيجاد المخارج)، وها هو يبدأ حملته الجديدة بنفس سياسته السابقة الحاملة لعنوان ما يطلبه الجمهور، وما التسريبات عن اجتماعاته مع بعض المهتمين بالشأن الرياضي إلا إرهاصات لإطلالته المرتقبة على وسائل الإعلام، وربما تأخرت هذه الإطلالة لأنه يُجري مفاوضات من خلف الكواليس مع شخصيات رياضية لها رمزيتها لعلها توافق على العمل معه، وتنقذ مركبه الغارق جماهيرياً.
من المتوقع أن يحاول الدباس استقطاب معظم رموز الكرة السورية، وأن يفعل المستحيل لإقناعهم بالعمل مع اتحاده، وقد ينجح في مسعاه مع البعض تحت بند المهمة الوطنية غير القابلة للرفض، في حين سيقدم الرافضون خدمة غير مقصودة لرئيس الاتحاد، لأنه سيقول في نهاية المطاف أنه عرض العمل على هؤلاء وهم تهربوا من المسؤولية.
في كل الأحوال ما تنوي فعله يا سيد دباس ليس من بنات أفكارك ،ولن ينسب لك إن حصل، فلو أنك تدري لفعلت مايجب فعله منذ البداية، ولو أنك ملم بكرة القدم لجمعت حولك من هم أهل لذلك ، ولولا نرجسيتك لما سلمت نفسك كل المفاصل الحساسة في الاتحاد ، والآن تسوق للجماهير رغبتك بالتخلي عن معظم المسؤوليات بما فيها منصب مدير المنتخب، وهذا اعتراف صريح بالفشل يجب أن تقابله بالرحيل على أقل تقدير.
إن حجم الألم منكم لن يمحى ببعض التكتيكات المكشوفة، فما فات لا يمكن أن يعود، وإن عاد بعد سنوات قد لا نكون بنفس الوضعية، فمن هزمناهم بالثلاثة قبل أشهر بلغوا بالأمس نصف نهائي البطولة الآسيوية ، وباتوا يقارعون كبار آسيا في وقت همشنا فيه وخرجنا من البطولة بطريقة مهينة نتيجة إدارتكم البدائية للمنتخب، فكيف لنا أن نلحق بهم بنفس أدوات الفشل؟.
صراحة . . لا نأمل بأن تؤتي كلماتنا أؤكلها، ولكننا سنبقى على موقفنا القائل بأنكم لا تصلحون لقيادة أهم مفصل في الرياضة السورية، وربما تقدمون لنا خدمة جلية إن رحلتم، واتخذتم موقف الداعم للرياضة من بعيد.
غيث حسن