الوحدة: 27- 6- 2023
تعد آلة العود تراثاً ثقافياً يرافق السوريين أينما حلوا، وجزءاً لا يتجزأ من تاريخهم، وعلى أوتاره لم يعزف كبار الموسيقيين ألحانهم فقط وإنما عزفوا على أوتار القلوب، فهي مهنة الإحساس والمحبة استحقتها وبجدارة، وللتعريف بمراحل صناعتها وتطورها أقيمت ندوة موسيقية تراثية بالمركز الثقافي العربي بطرطوس ضمن فعاليات ملتقى طرطوس الموسيقي الخامس، وبمشاركة الأستاذ كمال سعد وهو من صناع آلة العود المهرة في طرطوس وعازف متقن لها، والفنان كمال حميد العازف والمحاكي المبدع لهذه الآلة، واللذان وجدا عزف العود محفزاً طبيعياً للسعادة، ومضاداً حيوياً للإرهاصات الارتدادية اليومية، وعلاجاً للاكتئاب المتواتر يوماً بعد يوم.
وخلال الندوة تحدث المشاركان عن عظمة موسيقا العود وعبورها لأقاصي العالم بمنتهى الجمال والفخار، كإرث ثقافي حضاري، ومدعاة لفخر السوريين تناهز 2200 عام قبل الميلاد، حيث تميز العود السوري بصناعته وصناعه المتميزين على مستوى العالم، أمثال النحات وآدروسيان وجميل قندلفت وغيرهم، وما ميز العود السوري عن غيره متانته، ومقاومته لكل متغير جوهراً وشكلاً، ناهيك عن رخامة وفخامة الصوت الصادر عنه، والقالب الجميل، والطرب الشرقي الذي يرافق الملحنين والفنانين مع تقاسيم العود، ولا ننسى الزخارف والتزيينات التي أضافها الصانع الدمشقي بكل حرفية، فعندما نقول عن العود إنه شامي نعلم أن ما يميزه هو لمسة الموزاييك الموجودة في قلب الآلة، والموسيقا الصادرة عنه والتي تعطي روحاً للكون، وأجنحة للخيال، ليستحق العود بجدارة أن يكون أقدم آلة موسيقية صنعها الأجداد وتراثاً إنسانياً عريقاً رافق السوريين منذ القديم لينقلوه ويعرفوا به أينما حلوا..
نعمى كلتوم