سقوط ورقة التين.. قراءة نقدية لشعر النثر للشاعر زهير حسن

الوحدة 26-6-2023

أقام فرع اتحاد الكتاب العرب بطرطوس جلسة نقدية لكتاب الأديب الشاعر زهير حسن

“سقوط ورقة التين” الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب، وذلك بحضور نخبة من الكتاب والمهتمين بالشأن الثقافي بالمحافظة وفي مقر فرع الاتحاد.

حيث قدّم الأديب محي الدين محمد , والأديبة أحلام غانم قراءة نقدية مفصلة بدأها الكاتب محي الدين بالحديث عن قصيدة النثر ،واللغة التي شبهها بالرئة التي يتنفس منها الشاعر، وعن خصوم قصيدة النثر، و مراشقة المعاني تحت سقف النص حيث ينضج الحزن، و حريق العيش الذي لم يمنع البلاد رغم أزمتها الكونية من عناق الحرية، والدفاع عنها.

عن المفارقات المكانية عبر التجديد اللغوي، والتجديد في البناء الفني للنصوص،وعن التوتر الانفعالي داخلها. والمشهد الشعري الناضج، وسعة التعبير النفسي.

مؤكداً على توظيف الشاعر زهير حسن للإدراك الحسي والوجدان الجمعي في شبكة الفضاء اللغوي المفتوح إبداعياً على الرؤيا، والوقوف فنياً على أزمة حياتية في بلاد لا تنام رغم وجود الشمس الحارة لأن قسوة الغربة فيها هي الأقوى.

وتحدث عن النص الذي نضج فيه الحزن  مفارقات مكانية لعب فيها التجديد اللغوي، والتوتر الانفعالي، وقال :

هو إبداع جديد داخل خيوط أساسية لنسيج القصيدة التي تلاحقها العواطف على المفترق الرئيسي في تاريخ الشعر العربي الحديث، ولا سيما قصيدة النثر .

الكاتبة الأديبة أحلام غانم بدأت بقول إليوت: الكتابة هي تحويل الدم إلى حبر مؤكدة على شغف السؤال في قصائد الشاعر، وسمة الامتداد الإنساني المستمدة من الظل إلى النور، من البحر إلى البحر مؤكدة على أن القصائد

كما الفينيق تولد من رحم الرماد كطير بلا جناحين يبلورها الشاعر في معترك الخضم الشعري،  إذ تبدو سلالات الإبداع عند الشاعر كسلالات نحل تنتج عسلاً حلو المذاق، وإن اختلفت أنواعه في كل نص باختلاف نوع الرحيق، ومصدره.

وبعد قراءتي للكتاب أقول:

نعم .. سقطت ورقة التين وهو يلقي التحية إلى الشعر ، وقد صلب، وذل، وحزن بينما ارتقت زيتونة عمره، وسكن الشعر قلبه، فغنى للصنوبر، وهو النهر من جنون، والعاشق للغيم، للعصافير ، لنجم يولد في ليل اللقاء، لشمس تشرق، لربيع الضياء، لقبلة سجينة،لأغاني الفجر، للصوت للصدى ..

الموت الرقيق قصيدة، الحزن البارد، وقناديل السراب، وقد تربع في حلق الديك غراب .. وما الحياة إلا زوبعة.

وينادي الشاعر البحر، ويتحدث إلى الشاطئ، والنورس، والريح ففي ذاكرته شجر من بكاء، أما الوطن فهو صوت الشاعر ..

ويسأل الشاعر عن الدروب،أين أصبحت في زمن السواد.

من يطرق بابي في هذا الليل، هل هم المعزون، أم قوافل النمل الأحمر ؟!

وحدها الريح تداعب ثقوب شبابته ليبكي، وأما الطريق فهو جسد لكن يد الله فوق كل يد .. وكل البكاء بوح ناي.

نعم .. حين أراد الشاعر أن يجيب بمداخلة بعد كل ما قيل عن كتابه في الجلسة الأدبية الراقية هذه توقف الكلام، وامتلأت عيناه بالدموع.

يكتب الشاعر بقلبه لا بقلمه، بدمع العين، وألم الروح، وكل ما يخرج من القلب يدخل إلى القلوب فما يزال الجرح نازفاً.

عن ملاجة الروح قريته يقول :

تنام وادعة على كتف رابية .. تبث السحر عمامات هوى

وتجدل للعاشقين شالاً من عبق

وعن دمشق شلال عطر للتاريخ يقول :

دمشق الديمة التي تشققت فتنتها، وعلى أبوابها يخفر الياسمين

دمشق قلادة عشق، وهمس صلاة تلاها رسول

نعم سقطت ورقة التين الأخيرة، ولم يكن قد مر صيف النخيل.

 

سعاد سليمان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار