الوحدة: ٢١-٦-٢٠٢٣
فيودور دوستوفيسكي (1821-1861) صاحب الأعمال الخالدة التي شكلت علامة فارقة في تاريخ الآداب العالمية، واحد من أهم الكتّاب والمبدعين الروس ومن أفضل الكتّاب العالميين في القرن التاسع عشر، روائي وكاتب قصص قصيرة وفيلسوف وأحد مؤسسي المذهب الوجودي، كتاباته مهمة في سبر أغوار النفس البشرية وفهم نوازعها، كتب روايته الأولى (المساكين) التي أدخلته إلى الأوساط الأدبية في سان بطرسبورغ في بداية الأربعينات، ومن أكثر أعماله شهرة : (الإخوة كارامازوف – الأبله – الشياطين – الجريمة والعقاب)، تقرأ كتاباته على نطاق واسع داخل روسيا وخارجها وترجمت أعماله إلى أكثر من 170 لغة حول العالم.
دوستوفيسكي ضابط في الهندسة العسكرية في الجيش القيصري الروسي، ألقي القبض عليه عام 1849 لاتهامه بالمشاركة في الحركة الثورية لعموم روسيا وانتمائه لرابطة بيتراشيفسكي وهي مجموعة أدبية تناقش الكتب الممنوعة التي تنتقد النظام الحاكم في روسيا، وحكم عليه بالإعدام وتم تخفيضه في اللحظات الأخيرة إلى الأعمال الشاقة وقضى منها أربع سنوات في السجن وست سنوات في الخدمة العسكرية في المنفى، وكان في سجن صخري تحت الأرض طوله 16م وعرضه 8م في مدينة أومسك في سيبيريا بين أعوام (1850-1854) الذي أسماه (منزل الأموات) وبعد خروجه منه أصيب بالصرع والعقم وأبدع روايته (مذكرات من منزل الأموات) وبعد انتهاء خدمته العسكرية عمل في الصحافة ثم سافر إلى أوروبا الغربية حيث واجه صعوبات مالية ولعب القمار هناك ثم اضطرته الظروف للتسول لكسب المال.
زوجته أبوليناريا الابنة الثانية لخادم عند سيد إقطاعي روسي كبير جنى ثروة طائلة بعد أن أطلق سيده سراحه عشية الثورة البلشفية في روسيا، التي تقربت من مبدع قبيح الشكل فقير حزين مصاب بالصرع والعقم، لكنها كانت تواقة للشهرة والمجد كونها من طبقة العبيد المسحوقة وتسعى لتسلق السلم الاجتماعي.
نعمان حميشة