الوحدة: ١٧-٦-٢٠٢٣
ضمن فعاليات ملتقى جبلة للفنون التشكيلية ٢٠٢٣ الذي يُقام برعاية وزارة الثقافة – مديرية الفنون الجميلة بالتعاون مع وزارة السياحة، أقيمت ندوة حوارية بعنوان (الفنون عتبة…. لتجاوز الآلام ) شارك فيها الناقد أ. سعد القاسم والفنان التشكيلي بديع جحجاح وذلك في المركز الثقافي بجبلة.
الندوة تضمنت شقين رئيسين هما: الألم والعتبة، حيث تناول الناقد أ. سعد القاسم الشق الأول من الندوة ألا وهو الألم والتحديات التي واجهها الفن التشكيلي متحدثاً عن نشأة الفن التشكيلي السوري وبداياته بدءاً من مراكز الفنون التشكيلية التي كان لها دور أساسي في رفد الفن التشكيلي مروراً بالمعهد العالي للفنون التشكيلية وصولاً إلى كلية الفنون الجميلة، مشيراً إلى دعم وزارة الثقافة للفنانين التشكيليين الذي بلغ ذروته في مهرجان المحبة الثالث باللاذقية و حصد فيه آنذاك عدد من الفنانين جوائز كبرى، مستعرضاً الحال الذي آل إليه الفن التشكيلي بسبب الحرب ومغادرة عدد من الفنانين سورية وضعف التواصل بين الفن التشكيلي ومحيطه بسبب الظروف الصعبة: المواصلات والكهرباء، وبالتالي حدوث هوة كبيرة بين الفن التشكيلي والجمهور وتراجع عدد الحضور في المعارض.
كما استعرض الأستاذ القاسم التحديات التي واجهت جيل الرواد والحداثة، منوهاً بأن التراجع للحالة الثقافية مرده ظرف عالمي بدأ بتهميش الثقافة وترويج الشذوذ والانحراف والحياة اللا إنسانية.
ورأى الأستاذ القاسم أن الزلزال شكّل حلقة في درب الآلام الطويلة من دماء ودموع منذ بداية الحرب على سورية، لكن لابد للحياة أن تستمر بكافة أوجهها لاسيما في الجانب الأكثر إشراقاً ألا وهو المجال الإبداعي والفن التشكيلي واحد من تلك الأوجه.
– الفنان التشكيلي بديع جحجاح تناول الشق الثاني من الندوة ألا وهو العتبة عبر الخطط وإيجاد الحلول موضحاً أن الملتقى شكل حالة من الفرح العارم والتمازج بين الأجيال من طلاب وأطفال وشباب ونشطاء اجتماعيين وجمعيات أهلية، وهذا التمازج بين الأجيال يعد مسؤولية مهمة لإعادة بناء الروابط لتشكيل حالة أبعد من مفهوم عالم الاتصال البصري للوحة، وذلك عبر التجارب التي قدمها الفنانون التشكيليون على مستوى اللون والشكل و التشكيل، موضحاً أن هذه الندوة الحوارية هي كذلك اتصال إنما عبر الكلمات التي تختزل بداخلها مجموعة من الصور وكذلك هي لقاء نقدي على مستوى رفع الوعي عند الجماهير التي تتلقى الفن من خلال أبعاد متفاوتة سواء كان بعداً سطحياً أو عميقاً أو فلسفياً أو تشكيلياً.
في ختام الندوة الحوارية جرت مداخلات منها مسألة تعاون وزارة الثقافة مع الفنانين التشكيليين وتسويق أعمالهم الفنية الخاصة حيث أجاب الفنان التشكيلي وسيم عبد الحميد – مدير الفنون الجميلة في وزارة الثقافة مبيّناً أن وزارة الثقافة بصدد إطلاق متحف الفن الحديث الافتراضي الذي سوف يبصر النور لتسويق أعمال الفنانين الخاصة ومقتنيات وزارة الثقافة والصالات الخاصة.
ازدهار علي