الوحدة : 16-6-2023
على مدار سنوات وسنوات، خضنا أسوأ تجربة مع الكهرباء، وتأرجحنا مابين وصلٍ وقطع وتقنين وتعتيم، إلى أن تعلمنا الكثير من المصطلحات والمفردات الخاصة بعالمها، فقد أُدخلنا رغماً عنّ أنوفنا على خطوط توتراتها العالية، ووضعنا في متاهاتٍ وضغوطات نفسية، تكاد أن تُتلف معها أعصابنا.
ليست المرة الأولى التي نتحدث فيها على “أقبح” مصطلح عرفناه في زمن الكهرباء الصعب، ألا وهو (الترددية)، صاحبة السمعة السيئة، وبوابة ارتفاع ضغط المواطن حد الجلطة .. هذه الترددية المشؤومة، فهمنا أن دورها هو قطع التيار عن حي أو منطقة ما، حينما يزداد الضغط أو الحمولة على التيار، وقد استوعبنا هذا الدور، ولكننا غير قادرين على قبوله في فترة زمنية من السنة لاضغوط كبيرة فيها، حيث لا استخدامات للأدوات الكهربائية المنزلية التي تتطلب كمية كبيرة من سحب الكهرباء، فلاسخّانات تدفئة، ولا مكيّفات تزيد من حدّةِ الحمولة، ومع ذلك تتكرر الانقطاعات بحجة الترددية عن ضواح وأحياء دوناً عن سواها، وتختلط مشاعر الخاضعين للترددية، بين غيظ و بؤس وغضب وحسرة على دقائق كهربائية تطير منهم كالسراب.
سبق وأن سألنا مصدراً مسؤولاً في شركة كهرباء اللاذقية عن هذه الإشكالية، فكان ردُّهُ:
إنّ هذا الأمر جوابُه حصراً في دمشق..
ومن هنا نتوجّه بالسؤال للمعنيين بأحجية موضوع الترددية في دمشق أو اللاذقية، ماهو السبب يا وزارة الكهرباء؟ ثم، ما هو الحلّ مع هذه المعضلة؟ خاصة وأنَّ هذه الانقطاعات المفاجئة و المتعددة، تتسبّب بأذية كبيرة للأدوات الكهربائية، وخاصةً البرادات والغسالات، ومعلوم للجميع ما هي الكلفة (الكارثية) لإصلاح مثل هذه الأدوات!!!.
ربما لن نسمع جواباً كما اعتدنا، و لكننا نخط كلماتنا كي لا نختنق بها، وهذا أضعف الإيمان.
رنا رئيف عمران