الوحدة 10-6-2023
في سياق النشاطات الأسبوعية للجمعيّة العلميّة التّاريخيّة، أقامت الجمعية محاضرة ثقافية بعنوان (وسائل التواصل الاجتماعي نعمة أم نقمة؟) ألقاها عضو مجلس إدارة الجمعية الزميل الصحفي داؤود عباس، تحدث خلالها عن تنامي دور منصات التواصل الاجتماعي بشكل لافت ومؤثر، مشيراً في هذا السياق إلى أن عدد المتعاملين مع وسائل التواصل الاجتماعي بلغ أكثر من ٤،٥ مليار، وهو رقم كبير يشكل قرابة ٦٠٪ من سكان الكرة الأرضية، موضحاً منعكسات هذا الأمر على مجتمعنا وكيفية التعاطي معها لصالح المجتمع انطلاقاً من إيجابيات وسلبيات مواقع التواصل الاجتماعي. فيما يتعلق بالإيجابيات التي ذكرها المحاضر: توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية، وتقليل الحواجز التي تعيق الاتصال ونقل الأفكار والآراء المتعلقة بموضوع معين لعدد كبير من الأشخاص، وفتح الأبواب لتبادل الآراء وتوسيع فرص المشاركة في التعبير عن الرأي. أما فيما يتعلق بسلبيات مواقع التواصل الاجتماعي التي ذكرها المحاضر : – مخاطر الاحتيال أو سرقة الهوية، إذ يمكن الوصول إلى المعلومات الخاصة التي تُنشر على الإنترنت من أيّ شخص، كما يتضمن هذا الخطر اختراق المعلومات الشخصية والتطفل عليها. – إضاعة وقت الأفراد جراء زيادة عدد الساعات التي يقضونها على وسائل التواصل الاجتماعي،
فقد يتعارض ذلك مع مسؤولياتهم في العمل. – اختراق خصوصية الأفراد من قبل الشركات الكبرى. – ارتكاب الجرائم ضد المستخدمين وتعرض الأشخاص للمضايقات بكافة أشكالها، وقد يكون هذا شائعاً خاصةً لدى المراهقين والأطفال الأصغر سناً بشكل خاص. – العزلة والانطواء على الذات جراء استخدام مواقع التواصل مطولاً بديلاً للتفاعل الاجتماعي الحقيقي. – تدنّي التحصيل الدراسي عند بعض الطلاب الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير. وحول مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال بيّن المحاضر أنّ هذه الخطورة تتضاعف عندما يتعلق الأمر بهم نظراً لقلة خبراتهم وتمييزهم الخطأ من الصواب، ومن هذه المخاطر نذكر: تعرضهم للإساءة والمضايقات والتنمّر، ووصولهم إلى المحتويات المسيئة مثل المواد الإباحية وغيرها عن طريق الصدفة أو القصد، ونشر فيديوهات وتسجيلات غير مناسبة. كما قدم المحاضر عدة إرشادات حول استخدام التواصل مواقع التواصل الاجتماعي وتتلخص بالآتي: الحرص على بناء شبكة علاقات شخصية ومهنية بما يخدم الأهداف الشخصية والمهنية، و الاهتمام بقضاء الأوقات مع الأصدقاء والعائلة والحرص على التواصل المباشر معهم. واختتم المحاضر حديثه بالتأكيد على دور الوالدين في الانتباه لمحتوى الويب الخاص بهم، بحيث لا يتعرض الأطفال لأيّ محتوى غير مناسب. يُذكر أخيراً أن الزميل الصحفي خالد حاج عثمان قدم وأدار محاور المحاضرة والمشاركات الغنية التي قدمها السادة الحضور بحضور رئيس مجلس إدارة الجمعية عز الدين علي الذي أكد في ختام اللقاء على ضرورة النظر للقضية بموضوعية وتعميق حسنات هذه الإنجازات والخدمات الحضارية، مهيباً بالأسر لمراقبة الأبناء مستخدمي الجهاز الخليوي في جميع المجالات.
ازدهار علي
تصوير يحيى أبو قاسم