الوحدة 10-6-2023
بخفّةٍ ورشاقةٍ لا متناهيتين.. وكفراشاتٍ يحلّقن في فضاءات السماء.. وبخطواتٍ واثقة ولياقة طفولية عالية.. اعتلت راقصات الباليه ولاعبات الجمباز في مركز الصفاء للرياضة والباليه خشبة المسرح في المركز الثقافي باللاذقية في حفلهن السنوي الذي حمل هذا العام اسم (ومضات)، ليقدمن باقةً عطرة من اللوحات الفنية الجميلة. (الوحدة) التقت مديرة المركز السيدة صفاء سلمان التي عرّفتنا ببداياته ونشاطاته قائلةً: تأسس مركز الصفاء عام ٢٠٠٣ بمجموعة ألعاب رياضية عادية كالأيروبيك والجمباز، أمّا الباليه بدأنا به عام ٢٠٠٥ بإشراف مدربة روسية أكاديمية بأدائها الرائع جداً، والبداية كانت خجولة بأعداد قليلة لعدم معرفة الناس بفنّ رقص الباليه، وبعد حوالي السنة قدمنا أول حفل لنا، صحيح كان متواضعاً لكنه كان ناجحاً ومبهراً قياساً بالإمكانيات المتاحة آنذاك، وبعدها بدأت مشاركاتنا في عروض وفعاليات مختلفة سواء في المركز الثقافي أو المدينة الرياضية، وبدأنا نتميز بعروضنا وأداء فتيات النادي اللواتي استمرّين معنا لسنوات طويلة، متحدّيات كل الظروف.. خاصة مع إقبال الأهالي على تعليم بناتهن فنّ رقص الباليه واهتمامهم به مع التشجيع المتواصل لبناتهم، واستمر هذا الوضع من التألق والتميز وأصبح لنا اسم على مستوى سورية كمدرسة لتعليم الباليه، وحافظنا على بقية الألعاب الثانوية وخاصة الجمباز الذي ركزنا عليه، ولكن لا نغفل أن المنافسة هنا كانت قوية، وكانت لنا مشاركات مميزة وخاصة في عرضنا الأخير (ومضات) بإشراف وتدريب الأستاذ علاء جلّيط وزوجته الأستاذة كريستينا عباس، حيث قدّما لوحة فنية مميزة جداً. وتابعت السيدة صفاء : والآن مازال الباليه محافظاً على تميزه بإشراف وتدريب الأستاذ الأكاديمي هاني حمّود خرّيج المعهد العالي للفنون المسرحية – قسم الرقص، المحبّ لفنّ الباليه جداً والمخلص لعمله والمنطلق بحماسة وحبّ كبيرين.. وبالنسبة لي يعدّ الباليه اهتمامي الأول خاصة بوجود شخص متميز ومهتمّ كالأستاذ هاني، فبالرغم من خبرته المتواضعة قدمنا حفلنا السنوي العام الماضي وكان رائعاً ومتميزاً، وكذلك هذا العام وبتقدير الجميع، حيث قدمنا لوحات فيها من البراعة والإبداع الكثير.. وعن مشاركاتهم السابقة أشارت السيدة صفاء إلى المشاركة بحفل في المركز الثقافي بطرطوس وقالت: قدمنا عرضاً مميزاً مع الأصدقاء الروس، وعُرض الحفل على القناة الروسية ولاقى صدىً وتفاعلاً كبيرين.. كما شاركنا في حفل بثقافي الحفة وفي عدة حفلات افتتاحية بالمدينة الرياضية والأكاديمية البحرية..
وعن الطالبات المتميزات ذكرت الطالبة المتميزة إيمان محمد التي زارت مركز البولشوي المختص برقص الباليه في روسيا، وخضعت لاختبار وكانت ملفتة للغاية وأثبتت حضورها لكن للأسف سنّها لم يسمح بقبولها هناك. الأستاذ هاني حمّود – مدرّب رقص الباليه، خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، قسم الرقص عرّفنا بنفسه بدايةً بالقول: أحب الرقص كثيراً واخترته كطريق وأسلوب للحياة ومهنة، وأحب التعامل مع الأطفال، وخاصة من محبّي الموسيقى والرقص، أعلّمهم وأدربهم لنقدم مستوى يليق بالمسرح والموسيقى والرقص، وتقديم صورة جديدة لم يرها الجمهور من قبل، ورؤية الأطفال وهم يرقصون الباليه على المسرح تدخل الفرح والسرور والبهجة إلى قلبي.. وتابع: بالنسبة للحفل السنوي لنادي الصفاء (ومضات)، بدأنا التحضيرات قبل نحو خمسة أشهر رغم الظروف الصعبة التي مررنا بها وكارثة الزلزال، لكن حاولنا البقاء والاستمرار ليبقى الأطفال بعيدين عن جوّ القلق والتوتر الذي أصابهم ليكونوا في جوّ آمن وفيه فرح وسعادة، بدأنا التحضيرات مع المجموعات الأربع الموجودة في النادي، من التحضيري إلى المبتدئين إلى صف المستوى الأول فالثاني، حسب الأسلوب والطريقة المتبعة في النادي، فكل مرحلة ينتهي فيها الطفل من تلقي المعلومة اللازمة له ينتقل إلى مرحلة متقدمة وهكذا.. حيث يتم استقطاب الأطفال من عمر ثلاث سنوات تقريباً، وصفّ المبتدئين ليس له عمر محدّد. وفيما يخص الصعوبات التي واجهتهم أثناء التحضيرات للحفل الذي أطلق عليه اسم (ومضات) وذلك لعدم وجود سيناريو محدد، فكل رقصة ومضة من باليه عالمي، من رقصة أو قصة عالمية مميزة.. أضاف قائلاً: بالتأكيد واجهتنا صعوبات عدة خاصة وأن إمكانيات النادي ضئيلة مقارنةً بنوادٍ أخرى، حاولنا الظهور بأفضل صورة ضمن المتاح، من ديكورات ومستلزمات أزياء وإكسسوارات و… ولكن تفاعل الجمهور الكبير مع الأطفال الذين تراوحت أعمارهم ما بين ثلاث واثنتا عشرة سنة والتصفيق الحارّ لهم أنسانا كل الصعوبات والعقبات التي واجهتنا، خاصةً وأنه جمهور ذوّاق ويقدّر جمالية اللوحات الراقصة التي قدمناها ويعطي للباليه حقه من الاهتمام والحبّ والدعم.. ونوّه الأستاذ هاني في الختام إلى أن الحفل تضمن فقرة جمباز من تدريب وإشراف الأستاذ علاء جلّيط والأستاذة كريستينا عباس، كما تضمن الحفل فقرة غنائية قدمتها الطفلة ماريا أخرس، ورافقتها بالعزف على البيانو الأستاذة نورا عبد الرحمن.