الوحدة : 9-6-2023
شارك م. إبراهيم خيربك، رئيس دائرة آثار اللاذقية، في المؤتمر الذي أقامته وزارة الثقافة – المديرية العامة للآثار والمتاحف بالتعاون مع وزارة السياحة. وكانت لنا معه الوقفة التالية ليضعنا في أجواء هذا المؤتمر الهام ويحدّثنا عن مشاركته فقال: أْقيم المؤتمر في القاعة الشامية بالمتحف الوطني بدمشق. وقد تم مناقشة /٢٨/ بحثاً علمياً في مؤتمر نتائج الأبحاث العلمية في المواقع الأثرية السورية التي يعمل بها الخبراء السوريون والأجانب. حيث كان محور جلسات اليومين الأول والثاني للمؤتمر الدولي آخر نتائج الأبحاث الأثرية السورية وتداعيات الزلزال.
شارك في المؤتمر علماء وخبراء على مستوى عالمي مثل العالم والباحث الإيطالي/ باولو ماتتيه/ مدير البعثة الأثرية في إيبلا منذ عام 1964، واستعرض خلاله موقع إيبلا والإطار التاريخي، وعالم الآثار الألماني/ كاي كولمير/ المتخصص في آثار الشرق الأدنى وأيضاً العالم والباحث /جورجيو بوتشيلاتي/ مؤسس معهد الآثار في جامعة كاليفورنيا، وهو أستاذ فخري للشرق الأدنى القديم والتاريخ فيها، والدكتورة /مارلين كيلي/ بوتشيلاتي، و/دافيدي نادالي/ وعالمة الآثار الدكتورة /مارينا بوتشي/ و/ماريكا تيسوكا /رئيس قسم الآثار التاريخية والكلاسيكية بالمتحف الوطني في التشيك والهنغاري /بالاج ماجور/ والياباني/ سايتو/.
وبالانتقال للحديث عن مشاركته يقول م.خيربك مدير آثار اللاذقية: قدّمت عرضاً عن أهم المواقع الأثرية باللاذقية مع لمحة تاريخية وتداعيات الزلزال على القلاع والمباني الأثرية، وخاصة قلعة المهالبة.
حيث بيّنت أن قلعة المهالبة المسجلة أثرياً على لائحة التراث الوطني بقرار وزارة الثقافة رقم 204/أ تاريخ 19/8/1992 في حالة خطورة كبيرة وتهدد السلامة العامة وتحتاج إلى أعمال ترميم وتأهيل وتدعيم فوري وعاجل، حرصاً على سلامة الزوار والسياح والعاملين والمارة والمنازل السكنية أسفل هضبة القلعة، خشية انهيارات إضافية لاحقة، قد تكون بفعل هزات ارتدادية زلزالية.
كما ذكرت إنّ الزلزال الذي ضرب محافظة اللاذقية يوم الإثنين 6-2-2023 مع الهزات الارتدادية ألحق أضراراً كبيرة على المواقع الأثرية والبالغة 26 موقعاً أثرياً، موزعة بين: قلاع، جوامع، كنائس، مدارس، ومبانٍ عامة وخاصة بالإضافة للمباني الأثرية غير المسجلة أثرياً. وأوضحت أيضاً على سبيل المثال أنّ قلعة صلاح الدين الأيوبي المجاورة لقلعة المهالبة، والمسجلة أثرياً على لائحة التراث العالمي في حالة خطورة كبيرة تهدد السلامة العامة حيث تم تعليق الزيارة فيها بسبب الزلزال.
ونظراً لأهمية قلعة المهالبة، فقد حظيت باهتمام المديرية العامة للآثار والمتاحف منذ عام 2001 م حيث أنجزنا فيها أعمالاً كثيرة، استهدفت إظهار كامل أسوار وأبراج ومباني القلعة بعد تنظيفها من الأحراج المتسلقة وكأنها انتزعت من وسط غابة. والجدير بالذكر بأن قلعة المهالبة تعتبر ثاني أهم قلعة في اللاذقية، بعد قلعة صلاح الدين الأيوبي. كما أنها صلة الوصل بين قلعة صلاح الدين وباقي القلاع المجاورة، مثل قلعة المرقب. حيث كان الاتصال السريع آنذاك بواسطة إشعال النار على منارة القلعة أو أعلى برج فيها ليتم إيصال إشارة أن هناك خطر يحيق بها. ونتوقع لهذه القلعة دوراً هاماً في مستقبل السياحة السورية ونقطة جذب لقيام سياحة محلية وخارجية لما تتمتع به القلعة مع محيطها من جمال آخاذ يتكامل به عطاء الطبيعة مع عطاء الإنسان ليقدم مشهداً تراثياً وبيئياً طبيعياً قلّ مثيله في العالم.
مهى الشريقي