الوحدة : 9-6-2023
تعد المدرسة الزراعية في مدينة اللاذقية من أعرق المدارس الزراعية على مستوى القطر إذ يعود تاريخ إشادتها إلى عام 1920.
ويقول المهندس سلوان سعيد مدير المدرسة بأن هذا البناء الذي تم على يد راهب فرنسي كان في البداية كنيسة، تحولت في عام 1946 إلى مدرسة زراعية بموجب المرسوم 403، ودشنت في عام 1960 كمعمل للألبان ثم عادت بعد ذلك إلى عملها كمدرسة زراعية مؤلفة من قسمين زراعي وبيطري، وفي كل منهما قسم نظري وآخر عملي حيث تحتوي المدرسة على حقول مخصصة للتجارب العملية والزيارات الحقلية، إضافة لمخابر للصناعات الغذائية و الكيميائية التي يتم من خلالها إعطاء الدروس العملية للطلاب الذين يصل عددهم إلى نحو 500 طالب من مختلف الاختصاصات، ويضيف م. سعيد بأن نسبة 3% من الطلاب الأوائل على مستوى المحافظة يدرسون بكلية الهندسة الزراعية في الجامعة، في حين تتاح للطلاب الذكور الأوائل إمكانية الدراسة في معهد الغابات العربي، ويكمل باقي الطلاب في المعهد الزراعي، كما يمكن لـ 3% من الطلاب الأوائل في القسم الحيواني الدراسة في كلية الطب البيطري بحماه، ويكمل الباقي تعليمهم في المعهد البيطري.
ويقول مدير المدرسة بأن الكادر التدريسي للمواد الاختصاصية هو من المهندسين الزراعيين في حين أن المواد غير الاختصاصية مثل الكيمياء والرياضيات واللغة العربية والمعلوماتية تعطى من مدرسين يحملون الاختصاص الجامعي المطلوب، بعد الإشارة إلى أن الكوادر التدريسية في المدرسة تعطي طبيعة العمل التي تستحقها أسوة بوزارة التربية وذلك بنسبة 40% للمدرسين و 10 % للإدارييين.
ويشير م. سعيد إلى أن مساحة الحقول التابعة للمدرسة تصل إلى 15 دونماً، مبيناً بأن تلك الحقول تتابع من قبل كادر من الموظفين، إضافة لما يقوم به الطلاب خلال دروسهم العملية، منوهاً بالتعاون الذي تبديه الإدارة المركزية ووزارة الزراعة لمطالب المدارس الزراعية التي تعمل حالياً وفي ظل ظروف الحصار الذي يتعرض له قطرنا بالإمكانات المتاحة لها، لافتاً إلى أهمية التعليم المهني الزراعي على صعيد تكوين جيل من الطلاب القادرين على دخول سوق العمل ورفده بالخبرات الفنية والعملية اللازمة له، لاسيما وأن الجانب الفني يمثل ركناً أساسياً في مناهج التدريس الزراعي الذي يعمد إلى تطبيق ما أخذه الطالب نظرياً بشكل عملي من خلال الزيارات الميدانية على الحقول والمداجن والمباقر / مديرية الزراعة دائرة البيطرة – مبقرة فديو – منشأة دواجن اللاذقية – دائرة الإرشاد الزراعي.. وغيرها من الجهات التابعة للدولة التي تتقبل الطلاب من أجل الحصول على المعلومات العملية التي تخص دراستهم.
وحول تطوير مناهج التعليم الزراعي قال م. سعيد بأن ذلك ضمن صلب اهتمامات وزارة الزراعة التي تسعى إلى تطوير المناهج التدريسية بشكل يواكب تطور العملية التعليمية، مشيراً إلى طباعة مناهج جديدة تتضمن معلومات حديثة مواكبة لتطور التعليم الزراعي وتقنياته، لافتاً إلى الخطوة الهامة المتمثلة بصدور المرسوم الخاص بتحويل الثانويات الزراعية إلى مراكز إنتاجية ، منوهاً إلى أن العمل جار لتحويل هذا الأمر إلى واقع يزيد من أهمية ودور التعليم المهني الزراعي.
ولفت مدير المدرسة إلى أن الطلاب الذين تخرجوا من المدرسة أثبتوا ذاتهم في الحياة العملية حيث شغل العديد منهم مواقع مهمة في العمل الزراعي الحكومي، إضافة لتسجيل الكثير منهم للنجاحات العملية التي استطاعوا من خلالها إقامة مشاريعهم الخاصة التي شكلت مصدر رزق لهم ولأسرهم وخلقت الكثير من فرص العمل، مؤكداً أن ذلك مدعاة فخر لإدارة المدرسة وكادرها التدريسي الذي يشعر ومن خلال نجاحات طلابه أن تعبه لم يذهب سدى وأنه نجح في أداء الرسالة التي كرس حياته لأجلها.
نعمان أصلان