بدر شاكر السيّاب.. حياته وشعره في مركز ثقافي بيت ياشوط

الوحدة: ٢٤-٥-٢٠٢٣
أقام المركز الثقافي العربي في بيت ياشوط محاضرة ثقافية بعنوان ( بدر شاكر السياب حياته وشعره) ألقاها الأستاذ جهاد جمعة، تحدث خلالها عن السياب الإنسان والشاعر من خلال الأحداث التي مرّ بها والتي كان لها جلّ الأثر على شخصيته وشعره، حيث أشار المحاضر إلى معاناة الشاعر السياب من المآسي مبكراً بعدما توفيت والدته و هو ما يزال صغيراً، حيث سكنه الشعور بالموت منذ بدايات حياته فشغل حيزاً كبيراً في شعره، وعندما كبر تجرّع الآلام والعذاب بسبب مرضه، فكانت قصيدته التي حملت عنوان: “سفر أيوب”.
كما تحدث المحاضر عن طفولة ومراهقة الشاعر السياب في جيكور والبصرة، وانتقاله إلى بغداد ليلتحق بدار المعلمين ويدرس الأدب العربي فأتاح له ذلك الانفتاح التوسع في علاقاته ومداركه، وخلال الفترة التي أمضاها طالباً عام 1943 عاش بدر شاكر السياب في خضم الحركة الأدبية والشعرية والفنية التي كان العراق يعيشها فى تلك الفترة، حيث تابع باهتمام كبير الأحداث السياسية الصاخبة وشارك فيها بحماس.
وقد كان لحياته في قريته جيكور ولجمال الريف الأثر الأبرز في رومانسياته، حسب ما ذكر المحاضر ومن بداياته الرومانسية:
ديوان شِعرٍ ملؤه غَزَلُ بين العذارى باتَ ينتقلُ
أنفاسيَ الحرَّى تهيمُ على صفحاتِهِ والحبُّ والأملُ
وستلتقي أنفاسُهُنَّ بها وتَرِفُّ في جنباته القُبَلُ.
وأشار المحاضر إلى التطورات المهمة في حياته التي كان لها بالغ الأثر على صعيد الشكل والأسلوب المادي في كتابة الشعر وهو الشعر الحر أو الحديث، فهو أحد مؤسسي الشعر الحر وهو ولا شكّ من أخصب الشعراء، ومن أشدّهم فيضاً شعريّاً، وتقصيّاً للتجربة الحياتيّة، ومن أغناهم تعبيراً عن خلجات النفس ونبضات الوجدان.
وحول إضافاته الشعرية وإنجازاته أوضح المحاضر أنها بدأت بشعره الواقعي، ولاسيما قصائد حفّار القبور، المومس العمياء، الأسلحة والأطفال، وشعر بدر التّموزي أبدع ما ترك من آثار، لاسيما ديوان أنشودةّ المطر، ففيه نماذج كثيرة للقصيدة العربية الحديثة، التي توفر فيها الشكل الفني الحديث المتميّز، والمضمون الاجتماعي الهادف في آن واحد، ومن أشهرها أنشودة المطر، ومدينة السندباد، والنهر والموت، وبروس في بابل، وقصيدة المسيح. وتعد قصيدتاه: أنشودة المطر، وغريب على الخليج صوتاً مميزاً في الشعر العربي الحديث، وفيهما يظهر صوته الشعري المصفى وقدرته الإبداعية العميقة. يقول مطلع أنشودة المطر:
عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
أو شُرْفَتَان راح ينأى عنهما القمر
عيناك حين تبسمان تورق الكروم
وترقص الأضواء كالأقمار في نهر
ازدهار علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار