العدد: 9347
15-5-2019
بهدف نشر الثقافة والمعرفة وتأطير الجمال الداخلي والخارجي للإنسان بلمسات حانية هدفها صون القيم النبيلة في عالم باتت المادة تشكل دعامته الأساسية، انتشرت في الآونة الأخيرة الكثير من المبادرات الإنسانية التي تفتح نوافذ الأمل لأطفال يحتاجون الاهتمام العلاج والرعاية الصحية الجسدية والنفسية، ولسان حالهم يقول: كل ما لم تطله يد الجهود الرسمية يمكننا كمتطوعين أن نتشارك بأدائه، شريطة أن نؤمن مجتمعياً بذلك ونؤصله كعادة لدينا أولاً ولدى أطفالنا ثانياً لنوجد واقعاً مغايراً نتمناه ونعمل على تحقيقه، خاصة وأننا في استطلاعنا هذا – عن هذه المبادرات – وجدناهم من الناس الذين يتعاملون مع مبادراتهم وكأنها أسلوب حياة وأبجدية تكرس القيم الأصيلة خصوصاً في تعاملهم مع شريحة حساسة هي الأطفال – فكان العطاء عنوانهم، والرغبة في مساعدة الآخرين هدفهم، رسموا لوحات الخير في الكثير من المبادرات في بلد الخير والجمال والحضارة، من خلال فعاليات تكرس شعار العمل الإنساني أملاً في الوصول لمجتمع حضاري مزدهر. والكاتبة هند حيدر وهي واحدة ممن يزرعون البسمة على وجوه الطفولة البريئة ويقطفونها وردة تنبض بالحياة والعبير..
عن سيرتها الذاتية وتجربتها في الكتابة للأطفال وتعاملها معهم قالت: أنا من مواليد مدينة جبلة 1965، نلت الثانوية العامة من مدارس جبلة ثم درست هندسة الطاقة الكهربائية في جامعة تشرين وسافرت إلى خارج الوطن ودرست في جامعة المرقب في ليبيا لمدة أربع سنوات حصلت على إجازة في التربية وعلم النفس، لطالما أحببت الطفولة والأطفال، وكنت أهتم بأساليب التربية وفنونها واضطراب طيف التوحد وصعوبات التعلم، والتحقت بالعديد من الدورات التدريبية الميدانية والالكترونية في هذا المجال، وكتبت العديد من قصص الأطفال، فكرت كثيراً كيف أستطيع أن أكرس وقتي ومعلوماتي لفائدة الأطفال وذويهم؟ ولأننا بحاجة ماسة إلى قصص هادفة تحمل في معانيها الأخلاق والقيم والمثل وتحمل بين طياتها أهدافاً تربوية وتعليمية، هنا تبلورت الفكرة وقررت أن أنشئ مجموعة (احكيلي احكيلي) لتكون منارة تحقق الهدف الذي أصبو إليه وتتحول فيما بعد إلى مؤسسة هادفة، ففي 20 نيسان 2018 أنشأنا مجموعة – احكيلي احكيلي – التطوعية، كانت البداية عبر نشر قصص للأطفال مجاناً من تأليفي على شبكة الانترنت وكافة وسائل التواصل الاجتماعي ولاقت قصصي رواجاً كبيراً وأصبح جمهور – احكيلي احكيلي – من جميع أنحاء الوطن العربي والعالم، وكنت أرفق كل قصة بفيديو وصور لكي تصل الفكرة التربوية بطريقة أسلس إلى أذهان الأطفال، وحالياً موجود على الصفحة 60 قصة، وأصدرت مجلة الكترونية باسم (مجلة احكيلي احكيلي للأطفال) فيها قصص ومعلومات عامة ومقالات تربوية ومشاركات من الأطفال وهي موجودة على الموقع بشكل مجاني.
* كيف تترجم مجموعتكم أفكارها ورؤاها على أرض الواقع؟
بعد مرحلة التأسيس، انتقلنا إلى الخطوة الثانية من مشروعنا التربوي عبر إجراء جولات ميدانية إلى مدارس وروضات مدينتيّ اللاذقية وجبلة وريفيهما، العامة والخاصة، والمعاهد ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة، وانضم إلينا العديد من المتطوعين من كافة الاختصاصات من أطباء ومهندسين وطلاب ماجستير وطلاب جامعات الذين أوجه لهم الشكر الكبير من هذا المنبر، والمسؤولة الطبية هي ابنتي نايا حسن طالبة طب بشري في سنتها الأخيرة، وقد تلقينا العديد من الدعوات من جميع مدن بلدنا الحبيب ونحن نلبي هذه الدعوات تباعاً.
* ما طبيعة النشاطات التي تقدمها مجموعتكم؟
جميع الأنشطة التي نقوم بها تطوعية ومجانية، وتتضمن قراءة قصص للأطفال من تأليفي ومناقشة الأهداف التربوية مع الأطفال، يلي هذا محاضرة توعية طبية من قبل أطباء متطوعين معنا، ثم إجراء مسابقة أسئلة وأجوبة مع جوائز تشجيعية، ونظمنا أيضاً العديد من المسابقات على صفحتنا على فيسبوك – احكيلي احكيلي، قصص أطفال هادفة – تتضمن مواهب الأطفال من رسم وموسيقا وشعر ورياضة وأدب وغير ذلك، فالأطفال يرسلون إلينا إبداعاتهم والمجموعة تمنحهم شهادات تميز وتقدير مصدقة من الإدارة وكل هذا لتشجيعهم على الإبداع والتميز، كما استقبلنا أيضاً مشاركات طلاب المدارس والروضات من كافة مدارس القطر الحبيب ومنحنا الأساتذة والمعلمين الأفاضل أيضاً شهادات لتميزهم وإخلاصهم في عملهم، حقاً فكرتي كانت تقديم شيء بسيط ورمزي تكريماً لجهد ثمين لإنسان أخلص في عمله وأبدع في مجاله ليكون دافعاً له للاستمرار وما هدفنا إلا أن تصب كل جهودنا هذه في بناء جيل قوي متماسك مثقف، ولدينا فكرة جديدة أن نلقي الضوء على كل من يصلي في محراب الطفولة لتزهر هذه الأمنيات ربيعاً في سورية الحبيبة.
* ماذا عن الفعاليات الدورية لمجموعتكم ومبادراتكم التطوعية في مشفى تشرين الجامعي؟
آخر نشاط للمجموعة كان في مشفى تشرين الجامعي حيث قامت مجموعة – احكيلي احكيلي – التطوعية للأطفال – يوم الخميس 9/5/2019 – بنشاط لعب وترفيه وقراءة قصص للأطفال المرضى المقيمين في شعبة الأطفال – مشفى تشرين الجامعي، وقد تمّ النشاط في وحدة الشهيدة ليزا للعب والتثقيف، وللتعريف نقول بأن الشهيدة الدكتورة ليزا، هي مديرة منظمة (المساعدة العادلة) وكانت معروفة بنشاطاتها الإنسانية وأعمالها الخيرية وقد استشهدت وهي متوجهة إلى سورية لتقديم أدوية للمشافي حيث تحطمت طائرتها في البحر الأسود، وتكريماً لذكراها تم إنشاء هذه الوحدة، وكان هدفنا نشر الفرح في قلوب الأطفال المرضى من خلال هذه الفعالية التي تمت ضمن أجواء اللعب والمرح بعيداً عن تجارب الألم التي يعيشونها.
بقي للقول: قلة هم من يملكون فن التعامل الأطفال الذين يحلمون بعالم تملؤه ضحكاتهم وفرحهم وأحلامهم، وقلة هم من يعلمون ماذا يعني أن نمسك بأيدي بعض لنحقق الغاية، فالعمل التطوعي مع الأطفال – ومن أجلهم – هو إحدى الوسائل التي يمكن أن تندرج في إطار الارتقاء بالإنسان من خلال السعي لتحقيق هدف واحد وهو الإيمان بأن جميع الأطفال يستحقون مستقبلاً مشرقاً، ولهؤلاء نقول لابد من تقديم الشكر والامتنان لكم ولكل من يمدون أيديهم بالمحبة والعطاء ليرسموا الابتسامة على وجوه الأطفال ليكون العطاء عنوانهم وليتخطوا الواقع من خلال أعمالهم ومبادراتهم التطوعية إلى أفق رحب يرتقي بمجتمعاتنا وإنسانيتنا.
فدوى مقوص