الوحدة : 14-5-2023
أقامت الهيئة العامة لمستشفى الشهيد اياد إبراهيم محاضرة بعنوان أفكار حول التخدير العام والتخدير القطني ألقاها الدكتور نسيم دلول قال فيها: لا يوجد مريض لا يخضع للتخدير أو غير لائق للعمل الجراحي من الناحية التخديرية، ولكن بالعمليات الباردة يتم تحضير المريض إلى الحالة التي تكون المخاطر التخديرية بأدنى مستوياتها وبالتأكيد لا يوجد عمل جراحي تحت التخدير بدون خطورة مهما كانت حالة المريض الصحية سليمة فهناك 1- 4 وفيات تقريباً من أصل 10000 حالة تخدير بأسباب مجهولة، أما في الحالات الإسعافية والحالات المهددة للحياة فإننا نقوم بتخدير المريض مهما كانت حالته سيئة بعد تقديم كل ما يمكن تقديمه من دعم للحياة. وأشار إلى أن فكرة زيادة جرعة التخدير غير صحيحة، لأن التحكم بالتخدير يتم وفقاً لوزن المريض وفترة العمل الجراحي، فطالما الجراح يحتاج إلى مزيد من الوقت لإنجاز العملية الجراحية يتطلب من طبيب التخدير إعطاء جرعات إضافية من المواد المخدرة سواء الوريدية أو الغازات الاستنشاقية وبناء عليه يتم سحب المواد وإيقاف إعطائها للمريض مع اقتراب الجراح من إنجاز العملية، وبالتالي حتى لو فرضنا كان هناك زيادة في الجرعة التخديرية فإن أكثر ما يمكن حدوثه هو تأخر فترة الإنعاش والصحو عند المريض،ولا خوف على سلامة المريض.
وأضاف الدكتور نسيم: يبدأ الاستعداد للعمل الجراحي منذ لحظة اتخاذ قرار العملية، وعلى المريض أن يخبر الطبيب عن جميع الأمراض التي أصيب بها وعن جميع العمليات التي قام بإجرائها في السابق بالإضافة إلى أية أدوية يتناولها، كما أن إيقاف التدخين مباشرة هو خطوة هامة للغاية في الاستعداد للعمل الجراحي، وفي كثير من الأحيان لا حاجة لإجراء أي تحاليل أو فحوص قبل العملية، وفي بعض الأحيان يقوم الطبيب بطلب بعض الفحوص المخبرية والشعاعية قبل العملية، أيضاً هناك بعض الأدوية التي يجب إيقافها قبل فترة من العملية وبعض الأدوية الأخرى التي يجب أن تتناولها صباح يوم العملية، وبالتأكيد الموافقة على العمل الجراحي ليست مجرد توقيع وإنما تدل على فهم المريض لمخاطر العمل الجراحي ومضاعفاته.
وفيما يتعلق بالتدخين والتخدير قال: يسبب النيكوتين تسرع القلب، رفع الضغط، كما يسبب التدخين زيادة مقاومة الأوعية الإكليلية، و يبدي المدخنون الاضطرابات التالية: انسداد الطريق الهوائي، انخفاض المطاوعة الرئوية، ارتفاع مستوى كاربوكسي هيموغلوبين، التهاب قصبات مزمن، انخفاض السعة الانتشارية، زيادة الاختلاطات التنفسية التالية للجراحة البطنية عند المدخنين بمعدل 6 أضعاف مما هو عند اللامدخنين، لذلك ينصح بإيقافه خلال 4 ـ 6 أسابيع السابقة للجراحة الانتخابية، و يفيد التوقف عنه لمدة 12 ـ 24 ساعة بقدرة الجهاز القلبي الوعائي على سحب غاز co و النيكوتين من الدم، كما يفيد التوقف عنه لعدة أيام في استعادة الأهداب التنفسية لفعاليتها في طرد المفرزات وفي حال الامتناع عنه لمدة 1 ـ 2 أسبوع يفيد في تقليل القشع.
وانتقل بعدها للحديث عن التخدير النصفي أو ما يسمى بإبرة الظهر هو عبارة عن عملية إيقاف السيالات العصبية من الأعصاب الطرفية إلى الحبل الشوكي عن طريق حقن مادة مخدرة مثل الليدوكايين أو البوبي فيكائين (ماركائين) داخل سائل النخاع الشوكي، وفي أثناء التخدير النصفي لا يفقد المريض وعيه، ولكن يفقد فقط الإحساس والحركة بالجزء السفلي من جسمه، مما يسهل على الطبيب إجراء العملية الجراحية بكل سهولة وبدون ألم أو معاناة، يتم اللجوء إلى التخدير النصفي إذا كان الإجراء الجراحي في مناطق أسفل السرة وخصوصاً للمرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب أو أمراض الجهاز التنفسي، كما يوجد العديد من الإجراءات الجراحية التي يمكن اللجوء إلى التخدير النصفي أثناء القيام بها، ومن أهمها عمليات الولادة القيصرية، عملية البواسير وآفات الشرح الجراحية، عملية الفتق الأربي والفتق الفخذي، جراحات العظام والمفاصل في الحوض والأطراف السفلية، جراحات المثانة والبروستاتا والأعضاء التناسلية.
بعدها نوه إلى إيجابيات التخدير القطني (إبرة الضهر) منها إبقاء المريض أثناء الجراحة بكامل وعيه، تنفس المريض بشكل طبيعي وعدم اللجوء إلى التنفس الصناعي، التخلص من الألم بشكل أفضل من المسكنات التي يتم إعطائها للمريض في حالة التخدير الكلي، قدرة المريض على استعادة حركة الأمعاء بشكل أسرع وأفضل عن التخدير الكلي والقدرة على تناول الطعام والشراب، تقليل الحاجة لأدوية التخدير الكلي التي تتسبب في أضرار كالقيء والغثيان، التخلص من مخاطر التخدير الكلي مع المرضى كبار السن وأمراض القلب والجهاز التنفسي، أما أضرار إبرة الظهر (التخدير القطني) على المدى البعيد عادةً ما تكون إبرة الظهر آمنة، لكن كما هو الحال مع جميع العلاجات الطبية قد تحدث بعضاً من الآثار الجانبية كالألم والحكة التي سرعان ما تختفي بعد انتهاء مفعولها، كما قد يحدث بعضاً من الأضرار طويلة المدى التي تُسببها حقنة الظهر ومن بينها ما يأتي:
انخفاض ضغط الدم، فقدان السيطرة على المثانة، الصداع الحاد، تلف الأعصاب و العدوى الميكروبية، وهناك مضاعفات نادرة جداً لإبرة الظهر تتضمن النوبات والتشنجات، الوفاة لذا يُستحسن قبل اتخاذ قرار الحصول على إبرة الظهر مناقشة الإجراء مع طبيب التخدير والاستفسار عن مدى خطورتها على الجسم.
رنا ياسين غانم