الوحدة 11-5-2023
يرى بعض الناس في عملهم خيراً،نراه شراً كان مستطيراً… الطالبة نغم جديد – كلية الهندسة تشعر بالنقمة على من يتطاول على حدائق الجامعة وأزهارها التي تبث نبض الجمال والسكينة فيها، لتجذب المتعبين إليها وتنثر الحب والهدوء بين أهدابهم فتسرقهم بين أحضانها، وتقول: كل حين وبعد دروس كثيرة وامتلاء الرأس منها وازدحامه بها، سرعان ما أهبط السلالم وأهرع لحديقة الكلية أطلب بعض الراحة والهدوء دون رفيقات، وأخلد للتأمل في قضائها بلا مدى وعلى امتداد، إلى أن تذكرت وصية والدي في الصباح أن أقبض له الراتب والمعاش، فقصدت الصرّاف بكلية الطب ورافقتني الورود والبراعم المشرقة طوال الطريق، وهو ما استدعاني للجلوس على المقعد المشرف عليها أتنفس جمالها، إلى أن غدرتني بجرمها راقصة عابثة تمزق أحشاء جمالها وتعري أصلابها، حيث أخرجت مقصها لتدق بأعناق تلك الورود وتنزع منها رونقها وتزهق أرواحها، وحتى البراعم لم تسلم من جزارها، فأسرعت بعجل أطلب منها الرحمة والتوقف عن بترها وجزها بلا ذنب، فترد بلا اهتمام ولا نظرة بطرف العين وكلها ثقة بحقها في الأمر: زوجي متوفى وأقطف الزهور للقبر، فقلت: لقد قطفت الورود جميعها وحتى البراعم لم تنج من قبضة يدك الخانقة، وتتابع الجز والقص كرأس حالقة: وما شأنك أنت هل أنت مالكة أم وارثة؟ لم تعر لسؤالي اهتماماً ولم تكترث، وظلت تملأ كيسها الأسود وتحشر الورود فيه بضربة من اليمين، وأخرى بالشمال إلى أن أتت على طول الحديقة وعرضها لتخيب عروشها وهي تغرب بوجهها. يا لحشريتي أقول وأعود خائبة إلى مقعدي والحسرة والحزن يلم بأطرافي ونفسي، وأسأل إن كنت مخطئة، أو ليس لي حق السؤال ورد الخراب عن حدائق جامعتي وبيتي، أليس من حقي التمتع برؤياها كل يوم لأطرب وأنعم بالسلام والراحة بعد جهد في الدرس والصف؟ لا أرغب أن يغتصب حقي، فهل من يرد الظلم عن حديقتنا ويكف يد الغدر عنها؟
هدى سلوم