على طــــــــريق إعــــادة الإعمـــــار «7».. جامعة تشرين..أرض خصبة للبحث العلمي والأهم استثمار ما هو موجود من إمكانيات «2من2»

العــــــــــــــدد 9346

الثلاثـــــــاء 14 أيــــار 2019

نتابع في عدد اليوم ملفّنا الخاص بجامعة تشرين ودورها الكبير المنتظر في مرحلة إعادة الإعمار، فهي بما تملكه من بنى تحتية وكوادر قادرة على أن تقود قاطرة الإعمار من خلال البحث العلمي وما ترفد به سوق العمل من خريجين مؤهلين، إضافة إلى دورها في بناء الإنسان والاستثمار به..

 

توافر البنى التحتية للبحث العلمي في جامعة تشرين
لقد أصبح البحث العلمي في العصر الحديث وما ينفق عليه وما ينتج عنه من إنجازات أهم ما تعتمد عليه الدول في تقدمها والبحث العلمي وسيلة حضارية تمتلك مبنى ومناهج وقواعد ومتطلبات مادية وبشرية حيث يلعب البحث العلمي دوراً أساسياً في تقدم المجتمعات وتطورها ولا يمكن تحقيق معدلات النمو الاقتصادي والاجتماعي إلا باتباع منهج البحث العلمي الذي توافرت له المقومات المادية والبشرية والتنظيمية.
ماذا عن البحث العلمي في جامعة تشرين وما مدى ارتباطه بالواقع وما هي أهمية الأبحاث التي تقوم بها جامعة تشرين هذه الأسئلة طرحناها على الدكتور حازم حسن نائب رئيس الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العلمية فأجاب:
يعد ارتباط الجامعة بالمجتمع والبيئة التي توجد فيها ضرورة ملحة حيث أن الجامعة لا توجد في فراغ فلكل جامعة إقليم خاص بها وتحيط بها ظروف جغرافية وبيئية معينة تؤثر بطريقة مباشرة في طبيعتها وفي نوعية الأنشطة التي تقوم بها سواء أكانت أنشطة تعليمية أم بحثية أم إرشادية فغاية الجامعة ومبرر وجودها بالإضافة إلى التدريس وإعداد الكوادر هو خدمة المجتمع وتنمية البيئة المحيطة بها ومحاولة تقديم الأسس العلمية للتصدي لما يوجد بها من مشكلات وحيث أن لكل مجتمع متطلباته ومقوماته وتحدياته ومشكلاته النابعة من ظروفه الزمانية والمكانية فينبغي أن تلتزم الجامعة بروح العصر ومقوماته ولم تعد وظيفة الجامعة مقتصرة على التعليم أو التدريس فقط بل أصبحت وظيفة الجامعة تتمثل في الوقت الراهن في ثلاث وظائف هامة هي التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع.
تقوم الجامعة برسم السياسة العامة للبحث العلمي ضمن إطار توجيهات وزارة التعليم العالي ووضع خطة البحوث العلمية في ضوء المشكلات التي ترد من قطاعات ومؤسسات الإنتاج مما يدعم العلاقة بين البحث العلمي ومؤسسات الإنتاج الوطنية ويمكن عرض الوضع الراهن للبحث العلمي من خلال النقاط التالية:
ضعف شديد لعلاقات الجامعات بالقطاع الإنتاجي سواء العام أو الخاص وعدم تخصيص موازنة وتمويل من قبل الوزارات والمؤسسات العامة والخاصة من أجل البحث العلمي بالإضافة إلى صعوبة الحصول على الدعم اللازم للبحث العلمي من خلال الوصول إلى المجلات العلمية والعالمية وكذلك التمويل وعدم تنظيم ورعاية مؤتمرات دولية على مستوى عالمي وكذلك صعوبة الحصول على الدعم اللازم للمشاركة بمؤتمرات عالمية في دول أخرى من أجل الاستفادة من خبرات الدول الأخرى ونقل المعرفة ولا ننسى صعوبة الحصول على البيانات اللازمة والموثوقة لإجراء البحث العلمي من الصناعة والقطاعات الأخرى الإنتاجية وحتى الخدمية، وسنتطرق هنا أيضاً إلى موضوع غاية في الأهمية وهو ضعف قدرات فريق البحث العلمي (مشرفين وباحثين) ويعود هذا الضعف إلى انشغال الباحثين من طلاب ماجستير ودكتوراه في أعمالهم ووظائفهم وتوفير جزء بسيط من وقتهم فقط لإنجاز أبحاثهم بالإضافة إلى غياب العمل بروح الفريق الواحد وسيادة مبدأ الفردية بين الباحثين وعدم مواكبة تطورات البحث العلمي من قبل أعضاء الهيئة التدريسية لانشغالهم بعملهم التدريسي والمهني وكذلك صعوبة التواصل والاطلاع على آخر الأبحاث المنشورة في المجلات العالمية سواء في بلد الإيفاد أو الدول الأخرى.
وعلى الضفة المقابلة وبناء على ما تم ذكره يمكن استنباط عدد من نقاط القوة والتي من الممكن أن تعزز مكانة البحث العلمي لدينا وهي وجود جامعات ومراكز بحثية تعمل على نشر ثقافة البحث العلمي وتعزيز دوره في عملية التطوير والتنمية (اقتصادياً واجتماعياً) مثل (مركز أبحاث السرطان- مركز أبحاث التنفس- مركز التقانة الحيوية- مركز بحوث البيئة- مركز البحوث البحرية) بالإضافة إلى توافر البنى التحتية (مخابر وأجهزة) في الجامعات والمعاهد والمراكز البحثية العليا داخل وخارج الجامعات مراكز أبحاث الحيوان (فديو)، مراكز أبحاث النبات (بوقا) ولن ننسى الكادر البشري الكبير من باحثين (طلاب ماجستير ودكتوراه) وأعضاء الهيئة التدريسية بالإضافة إلى وجود مشاكل كثيرة في القطاع الإنتاجي ولاسيما الصناعة وهي بحاجة إلى تحليل وبحث معمق لإيجاد الحلول الواقعية وإمكانية التواصل المباشر من أجل تفعيل العلاقة بين الصناعة والجامعات ووجود صندوق دعم البحث العلمي من وزارة التعليم العالي وإمكانية التعاون مع الهيئة العليا للبحث العلمي.
أما عن خطة واستراتيجية البحث العلمي في جامعة تشرين فقد انعكست نتائج الحرب في جامعة تشرين على معظم مناحي الحياة وتمثلت بمنعكسات اجتماعية، اقتصادية، وبيئية قفد تضررت البنية التحتية من مصانع ومستشفيات ومدارس ومحطات معالجة مياه الشرب وتضررت مصادر الطاقة التي يعتبر النفط عمودها الفقري ناهيك عن آلاف الهكتارات من الغابات التي فقدت ويضاف إلى ذلك الأضرار الجسدية والنفسية التي أصابت أبناء المجتمع ومن أجل معالجة هذه المنعكسات يمكن العمل على المحاور البحثية العلمية الآتية:
* أبحاث موجهة لمعالجة المنعكسات الاجتماعية كانعكاس الأزمة على سلوك الطلاب وإعادة تأهيل المصابين نفسياً من تأثير الأزمة وتطوير تكنولوجيا تصنيع الأطراف.
* أبحاث موجهة لمعالجة مشكلات الطاقة كأبحاث طاقة الكتل الحيوية وأبحاث الطاقة الشمسية وأبحاث رفع كفاءة الشبكات الحالية وتحسين جودتها.
* الأبحاث الموجهة لمعالجة أضرار المحيط الحيوي لإعادة تأهيل المواقع الحراجية المتدهورة والمتضررة وتقييم شدة الضرر الذي أصاب الغطاء النباتي وتقييم الضرر الذي أصاب التنوع الحيوي.
* الأبحاث الموجهة لمعالجة مشكلات المياه، لتطوير تقانات محلية رخيصة لتعقيم مياه الشرب واستخدام الطرق الطبيعية في معالجة مياه الصرف الصحي وإعداد أبحاث موجهة لإعادة استخدام مياه الصرف الصحي لأغراض الري والسقاية وترشيد استخدام المياه المعاشية.
* الأبحاث الموجهة لمعالجة مشكلات النفايات: لإعادة تأهيل المكبات العشوائية للنفايات وفرز وتدوير وإعادة استخدام واستخلاص الطاقة من النفايات والمعالجة الميكانيكية البيولوجية للنفايات.
وهناك مجموعة من الأبحاث الموجهة لإعادة الإعمار مثل التخطيط العمراني المستدام والأبنية الذكية والتخطيط البيئي للمناطق السكنية الجديدة وإعادة استخدام أنقاض البناء ومخلفات الهدم.
وبالنتيجة يجب ربط الجامعة بالمجتمع والقطاعين العام والخاص وطرح المشاكل والعقبات الموجودة في القطاعات المختلفة لبحثها وإيجاد الحلول المناسبة لها من قبل الجامعة وهذا يحتاج إلى تشبيك مع المؤسسات المختلفة وعلى الوزارات والقطاعات (العام والخاص) وضع ميزانية للبحث العلمي بالإضافة إلى تحفيز الباحثين من خلال الدعم وحضور المؤتمرات والمشاركة في الندوات والمؤتمرات الإقليمية والدولية والأهم هو تسويق منتجات البحث العلمي.

ربا صقر- حليم قاسم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار