مراكز الألعاب الإلكترونية سلاح ذو حدين فكيف نضبط الجــانب الســلبي منــه؟

العدد: 9346

14-5-2019

 

نجد إقبالاً ملحوظاً من الشباب على صالات البلاي ستيشن، ولم تعد هذه الألعاب حصراً على الأطفال فقط وإنما مقصداً للكبار أيضاً، فإذا قمت بزيارة صالة بلاي ستيشن ستلاحظ تفاوتاً بالأعمار هذا عمره اثنا عشر عاماً وهذا أربعون عاماً عدا عن ذلك فإن بعض الصالات تقدم أراكيل وأنواع من الشراب ليست للأطفال ولا تغلق حتى أوقات متأخرة ليلاً، فما رأي الشارع بهذه الصالات؟ وما آثارها على المجتمع؟
تسلية الأطفال
أجرت صحيفة الوحدة لقاءات عدة مع المواطنين، فكانت البداية مع السيدة ميساء التي قالت: تعد صالات البلاي ستيشن مكاناً لتسلية الأطفال، فأطفالي من روادها ولا أستطيع منعهم عنها، فبدل أن يلعبوا في الشارع أو يذهبوا إلى أماكن لا أعرفها يقصدون صالة البلاي ستيشن مع أصدقائهم، ولكن المشكلة في هذه الصالات هي اختلاف الأعمار فيها، فقد يسمع الطفل كلمات لا يجب أن يسمعها أثناء اللعب وقد يحدث شجار أمامه مثلاً، ولكن الطفل يريد مكاناً يلعب فيه وهذه الصالات تستهويه لذلك أرجو أن يكون هناك رقابة عليها أو تخصيص أماكن للصغار وأماكن للكبار فيها، بحيث يكون الجو مناسباً للعب الأطفال وتسليتهم لا لتعليمهم التصرفات التي هي أكبر من عمرهم.
تأثير على الدراسة
كما والتقينا السيد عادل الذي قال: انتشرت مؤخراً أعداد كبيرة من صالات البلاي ستيشن فبدل الذهاب للكافتيريا أُفضل الذهاب إلى هذه الصالات فبعضها يقدم الأراكيل والمشروبات وفيها جو كبير من التسلية وخاصة أن لعبة (البيبجي) التي لاقت صدى كبيراً في الآونة الأخيرة، فبدل اللعب على الموبايل نقصد صالة البلاي ستيشن للعب فيها والكم الكبير من الشباب الموجود في الصالة يضفي جواً من المرح والتسلية ولكن قد نجد مجموعة من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشر يلعبون ألعاب (قتال – مباريات كرة قدم وغيره) ويتأخرون كثيراً وهذا يؤثر على دراستهم ولا يجب أن يتأخروا بالعودة إلى المنزل لذلك يجب مراقبة هذه الحالة وضبطها.
دور سلبي
كما وكان لنا لقاء مع السيد خلدون الذي قال بدوره: لا يمكن أن أسمح لأطفالي بالذهاب إلى صالات البلاي ستيشن لأنني لا أعرف من يزورها وهي سبب في فشل الأطفال، ففي المنزل نتجنب أن نعطي الطفل الموبايل لوقت طويل فكيف نرسله إلى صالات الألعاب الالكترونية وبرأيي هذه الصالات مضرة فكثير من الأطفال يهربون من المدرسة للعب فيها عدا عن الضجيج الذي تسببه حتى أوقات متأخرة من الليل أفلا يوجد رقابة على هذه الصالات تمنعهم من التأخر في الإغلاق وتراقب من يقصدها؟
وكان لنا لقاء مع السيدة حلا أيضاً والتي أشارت إلى أن البلاي ستيشن تحوي على ألعاب عنف تؤذي الأطفال وتشكل لديهم طابع عدواني فهناك ألعاب القتال والمصارعة والحروب ومنها لعبة (البيبجي) التي استحوذت على عقول كثير من الناس شباناً وأطفالاً وفتيات وهي عبارة عن حرب فيها قتل وعدوانية، فهذه الصالات التي يجب أن تكون مكاناً لتسلية الأطفال لا تراعي عمر روادها ولا يهمها مراقبة الطفل بماذا يلعب وإنما يهمها الربح المادي، كما أنها في الآونة الأخيرة أصبحت أكثر من كونها صالة للعب فقط وإنما أخذت طابع الكافتيريا فكيف يمكن للطفل التأقلم في هكذا محيط وكيف يمكن للأهل ترك طفلهم في حالة البلاي ستيشن لفترة طويلة دون مراقبة؟
سلاح ذو حدين
وتقول الأخصائية الاجتماعية ديما يوسف: إن انفتاح الأطفال على ألعاب البلاي ستيشن أمر جيد نوعاً ما، فهناك ألعاب معينة تنمي قدراتهم الذهنية وتوسع مخيلتهم ولكن في نفس الوقت هناك ألعاب أخرى تنمي لديهم العدوانية والعنف لذلك يجب توجيه الطفل نحو اللعبة التي تفيده وهذا التوجيه لا يتم في صالة البلاي ستيشن لأن هذه الصالات فيها من مختلف الأعمار والطفل يحب تقليد الكبار لذلك سيتجه اتجاههم في اللعب وغير ذلك فطريقة لعب الكبار تختلف اختلافاً كبيراً عن الصغار سواء من حيث الخيارات أو التصرفات أو أسلوب الكلام، كما وأن هذه الصالات تعتبر مكاناً مغرياً للأطفال كونها تحوي شاشات ومقاعد مريحة تشعر الأطفال بأنهم أكبر سناً فإذا لم يهتم الأهل بأطفالهم ويعملوا على مراقبتهم في هذه الصالات سيقومون بتقليد الكبار سواء بالكلام أو بالتصرفات وستطغى تربية المجتمع والمحيط على تربية الأهل في المنزل لذلك وجب تشكيل دوريات من الجهات المختصة بمراقبة هذه الصالات وضبط أية مخالفة فيها وعند ذلك يمكن السماح للطفل بزيارتها دون أن تسبب له أية مشكلة..
العمر ليس شرطاً
في سياق متصل التقينا رئيس دائرة الصحة في مجلس مدينة اللاذقية م. كنان سعيد الذي قال: هناك حملة من قبل الدائرة لمراقبة صالات البلاي ستيشن المرخص منها وغير المرخص وتم إغلاق الصالات غير المرخصة والمخلة بشروط الترخيص كإزعاج الجوار والتأكد من الاشتراطات المطلوبة لها، فمعظم هذه الصالات أصبحت تعمل كالمقاهي وتقوم بتقديم أراكيل في هذه الحالة تقوم الدائرة بتسجيل ضبط مخالفة تدخين والأطفال أيضاً يطبق عليهم مرسوم التدخين عن من هم تحت الثامنة عشر.
وأضاف سعيد إن السن المسموح للألعاب غير محدد وغير موجود في شروط الترخيص والدائرة تهتم بثلاثة شروط (إزعاج الجوار – الترخيص الإداري حيث يحتاج لموافقة أمنية – وموضوع التدخين) أما العمر فلا يخالف المحل ويحق للجميع اللعب في الصالة وفي الفترة الماضية تم إغلاق حوالي /18/ محلاً لمخالفة لتقديم الأراكيل في صالات البلاي ستيشن وعدم الترخيص وقد تمت تسوية وضعهم بتقديم طلبات ترخيص للدائرة وسيتم عرض موضوع العمر كبند مضاف إلى شروط الترخيص لأن موضوع العمر أمر مهم يجب الوقوف عنده فقد يحدد لمن هم فوق الثامنة عشر ولكن الآن لا يوجد هكذا بند يحدد العمر المسموح لرواد صالات البلايستيشن بذلك فالمراقبة الكبرى يجب أن تكون من الأهل للحفاظ على أبنائهم.

بتول حبيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار