في مواجهة ثقافة الموت

العدد: 9277

الخميس 24-1-2019

 

ما بين عمل إرهابيّ في دمشق وآخر في اللاذقيّة أمس الأول نفّذ العدو الصهيونيّ عدواناً كان الأعنف على كامل المنطقة الجنوبية من سورية، ما يؤكد حقيقة التلاحم العضوي بين الإرهاب والعدو الإسرائيلي فالهدف واحد والمسار واحد.
عَملان إرهابيان مدانان معدوما الأفق، وليس لهما من دافع سوى القتل وإثارة الرّعب ومحاولة الانتقام، فالحقائق تؤكد على أنَّ الإرهاب مهزوم حتى الرمق الأخير وما حصل ليس إلا محاولة يائسة للتقليل من معنويات المنتصرين.
الكلّ بات يعرف حجم الإحباط والشّعور بالهزيمة وحاجة الإرهابيين وداعميهم للتنفيس وجرعات الدّعم، وبات يعرف أيضاً مقدار القلق الصهيوني من انتصارات الجيش العربيّ السوريّ، فكان العدوان الاسرائيليّ تعبيراً عن الغضب من تنامي قدرات الجيش وقوة الرّدع التي امتلكها، وقد تابعنا وسمعنا صراخ أحد المهزومين العاملين لحساب العدو على قناة خليجية مُطالباً إسرائيل بتدمير دمشق ومواصلة أعمالها العدوانية.
سبع سنوات لم يستطع مدّعو ثورة الحرية فصل ثورتهم عن أعمال القتل والدّمار التي شهدتها وتشهدها المدن السّورية، «فالثورة» منذ أيّامها الأولى كانت ثورة قتل وفوضى ودمار والحرية المزعومة لم تكن أكثر من حريتهم هم في قتل من يشاؤون وفي أي وقت ومكان.
القتل الأعمى كان ولازال طريق الإرهابيين الوحيد، واليوم بعد هزيمتهم ومعهم كل قوى الدّعم والتمويل لم يجدوا متنفساً لهم غير عبوات ناسفة وسيارات مفخخة وقذائف غادرة يُطلقونها بعشوائية وجنون مُعبرين عن حقدهم على الشعب السوري الذي هزمهم ولهذا استحق الموت.
بدافع الحقد حكم الإرهاب على السوريين بالإعدام الجماعي، وقد تابعنا الكثير من فصوله وأفعاله حيث وقبل أن يتوقف نزيف الدّم بفعل عمل إرهابي على المتحلق الجنوبي لمدينة دمشق كان الإرهاب المتنقل العامل لمصلحة الخارج يحوم كالغراب ليختار هدفاً آخر يُدمي بوساطة قلوب السوريين، كان هدفه للمرة الثانية ساحة الحمّام في مدينة اللاذقية.
عشرات الشّهداء والجرحى كانوا ضحية العملين الجبانين، لم يكن لهم من ذنب سوى أنَّهم وبالصدفة تواجدوا في المكانين، ما يدلّ على أن المنفذ لا هدف له سوى القتل وتنفيذ حكم الإعدام بأبناء سوريّة الذين يواجهون الموت بإرادة الحياة، كما مدينة الياسمين ارتدت ثوب الربّيع فاتحة شبابيكها لنسمات الصباح الآتية من كل جهات الأرض، ها هي مدينة الحرف والأبجدية تعيد صياغة حروف الانتصار وتواجه ثقافة الموت بالإصرار على الحياة، مهما تطاول عليها العتم وامتدت إليها الأيادي السود.

 الكاتب: إبراهيم شعبان

 

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار