العدد: 9277
الخميس 24-1-2019
كما التقينا مدير البحث العلمي في جامعة تشرين الدكتور هيثم شاهين حيث قال:
البحث العلمي في الجامعة هو عبارة عن حاجة اجتماعية بالدرجة الأولى فكل المشاكل التي تواجه المؤسسات والوزارات وغيرها في المجتمع تحتاج إلى البحوث التي تقوم بها المراكز البحثية في الجامعة، ودور الجامعة الأساسي هو خدمة الجغرافية المحيطة بها أي ربط الجامعة بالمجتمع والشرط الأساسي للجامعة هو خدمة البيئة المتواجدة فيها، فجامعة تشرين في المنطقة الساحلية لذلك وجب أن يتوجه البحث العلمي إلى تطوير السياحة والزراعة وتخفيف الملوثات على شاطئ المتوسط وتطوير البنى اللازمة الخاصة بالمقومات الأساسية للمنطقة الساحلية، لكن ترجمة هذا الكلام على أرض الواقع قد يكون صعباً قليلاً، فقد نرى جامعة في الداخل تعمل عمل جامعة في الساحل، والعكس صحيح، فعلى سبيل المثال في الساحل يكون اهتمام كلية الزراعة بالزراعة الساحلية أي الحمضيات والزيتون.
وأضاف د. شاهين أنه نتيجة الأوضاع التي مرت بها سورية زادت جامعة تشرين آلاف الطلاب، وطلاب الدراسات العليا زاد عددهم، مما شكل عبئاً على الجامعة، لذلك فقد قلّ الارتباط بين الجامعة والمجتمع، وغدا التواصل مع الجامعات لتأمين قضايا معينة من قبل الوزارات ضعيفاً جداً، في خضم هذا السباق تمّ وضع خطة من قبل مديرية البحث العلمي في جامعة تشرين ضمن ما يسمى الاستراتيجية العلمية للبحث العلمي في إطار إعادة الإعمار لدعم البحث العلمي، فقبل الحرب على سورية كان هنالك في كل وزارة قسم خاص للبحث العلمي، حيث تخصص ميزانية للبحث، إما تصرف لأغراض تدريبية أو لتمويل دكتوراه من قبلهم وهذا الموضوع يجب أن يفعل حالياً كما كان سابقاً، فسورية من الدول القليلة التي تغطي فيها الجامعة نفقات البحث العلمي للطرب القادمين من مؤسسات الدولة والوزارات للتقديم للدكتوراه، فهذا البحث غالباً ما يكون 90% من القطاع الخاص ومؤسسات الدولة فالجامعة تفتح المخابر وتؤمن الإشراف وهذا مكلف جداً على الجامعة.
والجانب الآخر من البحث العلمي يتحمل نفقته الطالب علماً أنه من المفروض تحمل الجهة المعنية بالبحث نفقات البحث المقدم من قبل موفدها، أما الجامعة فتغطي كل نفقات طلابها الموفدين والمعيدين حيث تبلغ كلفتهم 100 مليون ليرة في السنة، يتبعها البحث ذو الأهمية التطبيقية بنظر الجامعة عبر المجالس (مجلس القسم- الكلية – البحث العلمي والجامعة) يقررون أن البحث تطبيقي يخدم المجتمع والجامعة بذلك تموله الجامعة ويكون المجتمع بحاجته تماماً.
وعن موضوع عمل ممارسة المهنة الذي يعد تجسيد للبحث العلمي فعبر تأسيس الجامعة أنجزت عشرات الأبحاث والمشاريع التطويرية في المجتمع، كدراسة إنشاء سدود وقنوات ري ومراقبة جودة بعض المخابر، حيث تشكل فرق عمل من الكليات المختلفة بحسب الاختصاصات وتقوم الجامعة بالدراسة والإشراف على تنفيذ هذه المشاريع، ففي السنوات الماضية كان هنالك مشروع عقد عمل مع محافظة طرطوس لتشكيل فريق عمل هندسي لوضع دراسة لحل مشكلة القمامة لـ 62 مكباً عشوائياً، حيث تمت الدراسة وأنجزها فريق هندسي من الجامعة مختص، وهذا يوفر على الدولة الكثير، وهناك مشاريع أخرى تقوم بها الجامعة لصالح المجتمع ضمن ما يسمى ممارسة المهنة لصالح المجتمع.
كما والتقينا عميد كلية طب الأسنان د. عبد الوهيب نور الله: إن مجال عمل الكلية هو خدمة المرضى فهناك حوالي 10 آلاف مراجع خلال الفصل الدراسي، بعضهم يأتي من تلقاء نفسه، وبعضهم عن طريق الطلاب، فالطلاب يزورون الأحياء والعائلات ويعاينون حالات المواطنين لعلاجها، وفي شعبة الجراحة الفكية، فهناك حالات إسعافيه أو إصابات حربية أو أورام أو كسور وتتم معالجتها.
والجانب الثاني من ربط الجامعة بالمجتمع هو الأبحاث التي يقوم بها طلاب الدراسات العليا أو أساتذة الكلية، فهناك أبحاث مسحية، كانتشار نخور الأسنان والصحة الفموية في مراحل عمرية مختلفة حتى إن بعض منهم لديهم أمراض كالأمراض الخبيثة فيتم مراقبة الصحة الفموية لديهم للتخفيف من اعباء الإصابة عندهم بالإضافة إلى أن هنالك مجموعة من الأبحاث المهمة للمجتمع كأبحاث تصنيع الطعوم العظمية من قشر البيض لأن الطعوم العظمية مستوردة وغالية الثمن فبالتالي من مادة رخيصة جداً يمكن صنع طعم غالي الثمن، وكانت النتائج جيدة جداً وقابل للتطبيق، إضافة إلى وجود مجموعة من الأبحاث تجرى على مواد طبية كبديل العاج البشري ومواد مخصصة لمعالجة اللثة قيد البحث قد تكون نتائجها مفيدة للمجتمع، وهناك مجموعة أبحاث تعالج الإصابات الحربية نتيجة توفر إصابات كثيرة خلال الأزمة، وتم وضع بروتوكولات لمعالجتها بأفضل الطرق وأعطت نتائج جيدة.
وأضاف نور الله: بعض طلاب الدراسات العليا يقومون بجولات على المدارس ومناطق أخرى لنشر التوعية وإجراء فحوصات ويتم التخطيط لنشاطات مع مكتبة الأطفال العمومية في المركز الثقافي للاستفادة من نشاطاتهم التي تتواجد فيها أعداد كبيرة من الأطفال.
وبيّن د. نور الله أن الجامعة تدعم الأبحاث حسب القدرة على الدعم، أما أبحاث أعضاء الهيئة التدريسية والمعيدين فدعمهم مفتوح من الجامعة، أما طلاب الدراسات فأبحاثهم على نفقتهم الخاصة، وبالنسبة لنتائج الأبحاث فهي تبقى مخزنة في المكتبات دون أن تنعكس هذه النتائج على الواقع، والسبب عدم وجود آلية لإقناع الجهة المعنية بتبني البحث، فقد تصدف أن بعض المؤسسات أو الجهات تكون لديها مشكلة معينة تطلب من الجامعة إجراء بحث عن المشكلة وإيجاد الحلول، فتقوم بتمويلها، ولكن حين تكون الفائدة شعبية فمن سيمول؟!
وأكد نور الله أن المعالجات في الكلية كلها مجانية وكل ما يمكن إجراؤه في الكلية فهو مجاني، وعملية الانتقال إلى الكلية الجديدة أمر مهم جداً لطلاب الكلية، ذلك لوجود أجهزة حديثة وعلى مستوى جيداجداً ووجود مساحات واسعة فيها وهناك مركز أبحاث بذلك فتقدم الخدمات للمرضى بشكل أفضل.
الكاتبة: بتول حبيب