الوحدة : 17-3-2023
ثمة أبنية قديمة يصفها مالكوها بالمتصدعة والآيلة للسقوط ويسعون منذ سنوات للسماح لهم بهدمها ولكن لجنة حماية المدينة القديمة لا توافق بحجة أن هذه الأبنية تحوي بعض الأقواس أو التيجان الأثرية، واللافت أن هذه الأبنية رغم قدمها وتهالكها صمدت أمام زلزال السادس من شباط مقابل أبنية حديثة مبنية بالإسمنت المسلح تهاوت وانهارت وكأنها كثبان رملية.
يفسر المهندس الإنشائي ميشيل صباغ هكذا حالات
قائلاً: صمدت المباني البيتونية القديمة المرتفعة نسبياً من خمسة طوابق إلى 10 طوابق خلال الزلازل على الرغم أنها لم تصمم زلزاليا، كذلك المباني القديمة جداً ذات الطابق أو الطابقين.
أولاً : المباني البيتونية القديمة صحيح لم تصمم على الزلازل لكن على الرغم من ذلك فهي كانت مثل الشجرة المرنة التي تبدد قوة الرياح العاصفة فلا تنكسر، أما الشجرة الصلبة فتنكسر.
هذه الأبنية رغم قدمها فهي تملك بعض العناصر المميزة التي ساعدت على تشتيت القوة الزلزالية وساعدت على ترابطها بشكل جيد وهو وجود الجسور الساقطة المتدلية الرابطة بين الأعمدة ويربطها جميعاً البلاطات المصمتة بشكل كامل وهذا ماجعلها تحاكي عمل الإطارات النظامية المصممة لمقاومة الزلازل إلى حد كبير وتتميز هذه الجملة بسعة الاهتزاز أثناء الزلزال أي دور الاهتزاز كبير نسبياً مما ساهم بتشتيت القوى الزلزالية عليها كما حال الشجرة المرنة، لكن نتيجة هذه المرونة حصل هناك تشوهات وانهيارات بالعناصر الملحقة غير الإنشائية متل البلوك والسيراميك والزجاج.
تفسير ذلك علمياً يأتي من المعادلة التالية المشتقة من قانون نيوتن الثاني
V= (CV.I)/(R.T).W
أي القوة الزلزالية المؤثرة تتناسب طرداً مع كتلة البناء W، وتتناسب عكساً مع دور الاهتزاز T.
فكلما زاد دور الاهتزاز سوف تقل القوة الزلزالية المؤثرة.
الأبنية القليلة الارتفاع أقل من 15 م ، أيضاً كتلتها نسبياً صغيرة وبالتالي تكون القوة المؤثرة عليها أيضاً صغيرة ومحدودة نسبياً حسب القانون السابق.
هلال لالا