الفشل ضدّ مجهول.. وحديث الوجع يطول ويطول!
العدد: 9277
الخميس 24-1-2019
مرّت عشرة أيام على خروج منتخبنا الوطني لكرة القدم من دور المجموعات في نهائيات أمم آسيا بكرة القدم وحتى الآن لم يسمع جمهورنا الكروي كلمة اعتذار من أي شخص، وكأن هذا الجمهور (صفر على الشمال) لا قيمة له في حساب المسؤولين الرياضيين، أو أنّ كلّ ما هو مطلوب منه هو التصفيق لهم حتى حين يفشلون!
في تفاصيل العمل الرياضي، وفي كلّ مكان من العالم، يكون البحث عن إرضاء الجمهور هو الهدف الأول والأخير لكل من يقود الرياضة أو يعمل بها إلا عندنا، يفعلون كلّ ما بوسعهم من أجل (تطفيش) هذا الجمهور، وإبعاد مجهره عن بؤر ضياعهم وفشلهم وعبثهم بالرياضة السورية..
حكاية وجع تمتدّ منذ أن تحوّلت الرياضة في بلدنا إلى (وظيفة) وإلى ما يشبه (المكاتب الخاصة) التي يحقّ لأصحابها العمل وفق أمزجتهم، مع أنّ المال الذي تُدار به هذه الرياضة هو مال عام ويجب أن يأتي بنتيجة تصبّ في الصالح العام وإن لم تفعل ذلك فيجب أن تكون هناك محاسبة في الاتجاهين، تكرّم وتحفّز من أجاد، وتعاقب وتمنع وتكفّ يد من قصّر أو خرّب، ولكن السير معطّل في الاتجاهين و(على عينك يا مواطن)، وكأن لسان حالهم يقول: هذا ما لدينا ومن لا يعجبه الواقع فلينطح رأسه بأقرب (حيط)!
بعد أن ثبتَ بالدليل القاطع أن منتخبنا سيعود من الدور الأول بعد تعادل مع فلسطين وخسارة مع الأردن، تمخّض تفكير اتحاد كرة القدم فأبعد المدرب الألماني شتانغه واستعان بالمدرب الوطني فجر إبراهيم في (التفاف عاطفي) على الواقع المرّ، واعتقد أنّ الأمر سينتهي هنا، وأن (الغضب الجماهيري) سيتلاشى رويداً رويداً، لكننا ومع معرفتنا لدقائق التفكير الكروي توقّعنا أن يقدم اتحاد الكرة على خطوة متممة لذلك الالتفاف كأنّ يقيل الجهاز الفني والإداري كاملاً أو يقدّم اعتذاراً صريحاً للجمهور السوري أو.. لكن شيئاً من هذا القبيل لم يحدث!
سننسى، كما هي العادة، وسننشغل بمباريات كاس الجمهورية والدوري الذي يبدأ إيابه مطلع شباط القادم، وسيدسّ اتحاد الكرة سمّ تخطيطه الفاشل في (دسم) عشقنا لهذه اللعبة، وسيخترع شعاراً للمرحلة القادمة والتي ستتضمن تصفيات كأس العالم، وسيسجل الفشل السابق ضدّ مجهول..
هذا السيناريو معمول به في رياضتنا منذ عقود، منذ أربعين سنة ونحن نخطط للمستقبل ولم يأتِ هذا المستقبل، منذ أربعين سنة ونحن نتفنن بإطلاق الوعود ولم يتحقق إلا ما ندر منها، منذ أربعين سنة وجمهورنا الرياضي يتجرّع المرّ تلو العلقم، والحلّ؟
قليل من العمل الجاد، وكثير من (النوايا الطيبة)، فالخامة موجودة، والطاقة البشرية موجودة، لكن عندما يكون في مركز القرار الرياضي أشخاص ذو إمكانيات محدودة فمن الطبيعي ألا يسمحوا لمن يمتلك الإمكانية أن يتواجد بينهم لأنه سيعرّي ضعفهم، أضف إلى ذلك فالنظرة العامة على الرياضة ما زالت تقول (هي رياضة)، اي ليست خبزاً وليست ماء أو على الأقلّ هكذا فهمنا!
الرواتب = حجم الإنفاق على النشاط
في تصريح لإذاعة شام أف أم قال رئيس الاتحاد الرياضي العام اللواء موفق جمعة أن كتلة الرواتب في الاتحاد الرياضي تستهلك ملياراً و(200) مليون ليرة سورية، في حين أن ما يصرف على النشاط الرياضي هو مليار و(700) مليون ليرة سورية.
اللواء جمعة قال ذلك في سياق استعراضه لـ (حالة التطور) التي تعيشها رياضتنا، وإلى حجم الدعم الذي تتلقاه ولكن ألا ترون أنّ هذه المعادلة ليست صحيحة!؟
كش ملك.. عاش الملك!
تستمر حملة المطالبة الجماهيرية باستقالة أو إقالة اتحاد كرة القدم بعد فشل منتخبنا الوطني في النهائيات الآسيوية، وحتى الآن لم تجد هذه الحملة أي صدى إيجابي أو أي مؤشر يوحي أنّ هناك من سيلفت إليها!
حسبكم الله يا جمهورنا العزيز، فهذا الأمر ليس جديداً عليكم وستستمر لعبة الطرابيش في رياضتنا إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً . .
قولوا ما تريدون، وهم يفعلون ما يريدون، وكل فشل كروي وأنتم بألف خير!
الاستعانة بالجمهور أو بـ «صديق»
بحثاً عن شعار للمرحلة القادمة بإمكان اتحاد الكرة أن يستعين بالجمهور أو من خلال الاتصال بصديق، مع وضع شروط تؤكد على قوة البلاغة والعاطفة في الشعار الجديد، خاصة وأن تصفيات كاس العالم 2022 في قطر ستبدأ الصيف القادم لكن المشكلة أن كلمة (قطر) جافة ولا تركب عليها شعارات رنّانة ومن الصعب الترويج لشعار يتضمن اسم (دولة قطر)، لذلك فمن لديه طريقة للمساعدة الرجاء عدم البخل بها فقد يكون اتحاد الكرة في ورطة!
الكاتب: غانم محمد