أطفالنا في يوم المرور العالمي.. معاً للرقي والالتزام بالأنظمة لتعزيز ثقافة السلامة المرورية الآمنة

العدد: 9342

8-5-2019


انطلاقاً من أنفسنا وأسرتنا وأطفالنا، وإيماناً منا بأن مقياس حضارات الأمم والشعوب وازدهارها وتقدمها دائماً ما يكون نابعاً من وعيها وتقديرها لقيمة الإنسان والحياة، فإنه لا قيمة تذكر لهذا الوعي ما لم يتبلور في أعمالنا وإنجازاتنا معتمدين على الأخلاق والمبادئ ومدى احترامنا للقوانين التي ترسم لنا حقوقنا وواجباتنا وتنظم حياتنا وعلاقاتنا بالآخرين.

وتُعدّ آداب المرور والتقيّد بقواعد السير على الطرقات العامة من أبرز مظاهر التحضّر، ليس فقط للحفاظ على السلامة، بل أيضاً لإعطاء صورة جميلة عن البلد وعن احترام مواطنيه للمجتمع الذي يحتضنهم، فمع تطوّر المدن وتنظيم شوارعها وازدياد عدد الآليات فيها، أصبحت قواعد المرور نظاماً دوليّاً معتمداً في جميع بلدان العالم، وفي الرابع من أيار كل عام يحتفل العالم بيوم المرور العالمي تعبيراً عن الاهتمام بمرفق المرور الذي يعدّ دليلاً أكيداً على تقدّم وحضارة الشعوب، فكيف نتعامل مع هذه القواعد؟ وما مدى احترامنا لآداب المرور؟ وما المفاهيم الواجب التمسك بها ومراعاتها أمام أطفالنا كي نكون أمامهم القدوة والنموذج لثقافة مرورية تراعي سلامة الآخرين وحقهم في المرور الآمن كتعبير عن الالتزام والرقي والتعامل السليم في شوارعنا وطرقاتنا؟

 

* السيد نضال سلمان، شرطي مرور قال: أحب مهنتي كثيراً وقد اخترتها عن رغبة صادقة في خدمة السلامة العامة والحفاظ على القوانين، فالمجتمع المتحضر يتجلى من خلال اهتمام مواطنيه بالقوانين والأنظمة، وأهمها قواعد السير والسلامة والمحافظة على أرواح وممتلكات الآخرين، بهدف الحدّ من حوادث السير من جهة والظهور بمظهر لائق أمام العالم، فعندما يلتزم السائقون والمشاة قواعد المرور وآدابه العامة، يوفرون الأمان لكل الناس على الطرقات، وممّا لا شك فيه أنّ التطور الحضاري يعدُّ من أبرز أشكال حسن الأخلاق لدى الشعوب، فالسائق المتحضر هو الذي يتبع قوانين المرور ولا يخالفها، وطريقة قيادته تعكس آدابه وأخلاقه.

* السيدة وفاء سعد، مشرفة تربوية قالت: في مثل هذا اليوم من كل عام تُقام العديد من الفعاليات لتوعية طلاب المدارس بأهمية الالتزام بقواعد المرور ويتم تقديم النصح والإرشاد لتفادي أخطار الطريق لأن حماية الأطفال وتوفير سلامتهم في الطريق وداخل السيارات أحد المحاور المهمة والمرتكزات التي توليها إجراءات السلامة المرورية اهتماماً بالغاً، وذلك لما لها من تأثير كبير على فئة مهمة بالمجتمع، وهم الأطفال باعتبارهم أجيال المستقبل، مع التأكيد على أهمية تطوير برامج التوعية المرورية بأساليب جذابة للأطفال، لتسهم في غرس الثقافة المرورية في نفوسهم، وتكون جزءاً ومكوناً أساسياً من ثقافتهم المرورية في المستقبل، والهدف كله يصب في تمرير رسائل إلى الأطفال، وتدريبهم على طريقة المرور الآمنة في الطريق وكيفية تجاوز بعض مشاكل السير.
* الصيق سامر الخطيب، الصف السابع قال: أحب يوم المرور العالمي وقد شاركت في العام الماضي بفعالية أقامتها منظمة طلائع البعث من خلال المساهمة بتنظيم السير في أحد شوارع مدينة اللاذقية وبمرافقة شرطة المرور وقد كانت تجربة مميزة تعلمنا من خلالها آداب المرور وقواعده وأهمية الالتزام بها كدليل واضح على مدى رقي الشعوب ومقياس لتقدمها، فاحترام الأنظمة والتقيد بها واجب على الجميع لتحقيق السلامة المرورية الآمنة.
الصديقة هالة يونس، الصف السادس قالت: درسنا في مناهجنا التربوية كثيراً عن أهمية الالتزام بأنظمة المرور وقد تعلمنا من خلال الدروس معاني إشارات المرور وألوانها ودلالاتها، كما تعلمنا قواعد السير ومتى يجب علينا قطع الشارع أو الوقوف عند عبور السيارات وكذلك التأكيد على أهمية قطع الشارع من الممر المخصص للمشاة وخطورة تجاوز الإشارات الضوئية، وخلال العام الحالي نفذت مع زميلاتي في الصف مشروعاً مدرسياً حول إشارات المرور وأهميتها في تجنُّب الحوادث المروريّة.
بقي للقول
السلامة المروريّة مَطلب وهدف نظراً لما للوعي المروري من تأثير ملموس ومباشر في تحقيق الهدف الأهم وهو الحد من المخالفات والحوادث المرورية، هذا الهدف الذي يتحقق بتضافر جهود كافة شرائح المجتمع ومؤسساته وأجهزته المعنية ووسائل الإعلام والمواطنين، مع التأكيد على فعالية التوجه نحو الأسرة والطفل بوجه خاص لتحقيق ثقافة مرورية في مراحل طفولته الأولى، فمما لاشك فيه أنه إذا قدمنا إليه ثقافة مرورية مبكرة في قوالب وأساليب بسيطة وهادفة، سيحبها ويقبل عليها ويكررها وتصبح من أهم صفاته، وهذا ما يجب أن نحققه في إيصال مفهوم السلامة والأمن والوعي المروري بشكل هادف وجذاب كأي صفة إيجابية أخرى تحرص المؤسسات الاجتماعية كالأسرة والمدرسة وغيرها على تعليمها وغرسها في الطفل كحب النظام والنظافة والطاعة وأي قيمة من القيم السلوكية الأخرى، فلنبدأ بأطفالنا ولنعلمهم آداب وقواعد المرور بهدف تربية جيل يلتزم بالقواعد المرورية ويعلم كيفية احترامها ومراعاة أدبيات الطريق والشارع وبالتالي نعمل على نشر وعي وثقافة مرورية لكن من خلال إطار شيق وأسلوب محبب لدى الأطفال.

فدوى مقوص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار