العدد: 9342
8-5-2019
في سابقة تربوية ليست بوازرة وسط ضجيج الطبيعة بربيع مختال، تماهى به سجال وحوار مفتوح لطلاب بمختلف الأعمار جاء وجهاً لوجه مع المرشدة النفسية رغداء خير بك في المحطة المكتبية بقرية قسمين، حيث جلسوا في المقاعد الأولى وأول سؤال بادر إلى الأذهان كيف يجتازون الامتحان بكل بساطة ونجاح على ما يرام، وهم الذين يساهرون نجوم الليل وأقماره حتى الصباح؟ لترد وتقول:
هذا من الخطأ الكبير أن يسهر في الليل وينعس في الصباح وليس مطلوباً من الطالب غير أن ينظم وقته وهو الأهم ومن الأوليات، وليأخذ ما شاء من استراحة وتسلية لكن شرط أن يعود إلى ساعة درسه بكل نشاط يغلق الباب ويمنع عنه حتى كأس الشاي، فلكل فعل له ساعة ووقت، من الأنجع تنظيم الوقت منذ بداية العام الدراسي، وأنا كمرشدة نفسية من الواجب أن أنظم وقت طالب يلجأ إلي في برنامج يتيح له وقتاً يمضيه في النادي الرياضي وغيره فيما يحب ونراعيه بحيث لا يطغى على وقت الدرس ونقول للأهل: احرصوا أن يكون الطالب في الساعة 12 ليلاً في سرير النوم لأنه الوقت الذي تتجدد فيه خلايا الذاكرة، وطريقة تخزينها تشبه ما يمكننا أن نعتبر هذه الغرفة بحيطان وأدراج وكل درج له رمز ولهذا لا يمكن للطالب أن يقرأ مادة في الصباح وثانية في النهار وثالثة في الليل فتتشتت ذاكرته وتصيبها الفوضى بل عليه أن يركز على مادة واحدة لساعات وأيام رصدها لها وهو من يحددها ويعلم إمكانياته وقدراته للاستيعاب وجدولها للاستعداد للامتحان، يجب وضع مادة صعبة ثم مادة سهلة بالترتيب لكل المواد ومن اليوم كذا لليوم كذا ومن الساعة كذا وعندما ينظم أفكاره في ذاكرته ويقرأ مادة واحدة تأخذ الذاكرة المعلومات وتضعها في درج واحد وفي الساعة 12ليلاً إلى 4 صباحاً تقوم الذاكرة بإعادة ترتيب وتنظيم معلومات كل درس كما الكتاب وبعدها يأخذ مادة سهلة ليرتاح دماغه قليلاً، وفي كل يوم يصحو بجد ونشاط وعليه كل صباح بعد أن يغسل وجهه وأن يشرب القهوة أو الشاي مع قطعة شوكولا سوداء وهذا ضروري جداً ليدرس بجد ونشاط أو يشرب كوب عصير برتقال، وفي النهاية إرادة الطالب بالنجاح والتفوق تعلو على كل كلام.
والقلق الذي يسبق الامتحان بالنسبة لطلاب المرحلة الانتقالية أو الشهادات ماذا عنه؟
القلق هو حالة نفسية تظهر على شكل توتر نتيجة شعور الفرد بوجود خطر يهدده وقد يكون الخطر موجوداً أو متخيلاً، وللقلق أعراض منها النفسية: تكون على هيئة توتر وخوف وحالة مستمرة من عدم الارتياح، وأفكار سلبية وشعور بالغضب المستمر، قلة التركيز وسرعة نسيان ما يدرسه، جمود العقل وعدم القدرة على الفهم بسهولة، اضطراب في الشهية والنوم.
جسدية: تسرع في نبضات القلب والتنفس، ارتعاش في الأطراف، صداع نصفي، آلام في البطن وتشنجات في القولون، تقيؤ، أما الأسباب فهي:
الخوف من النسيان، عدم الثقة والاستعداد الجيد حيث هناك طلاب يأكلون الكتب أكلاً ويتابعون دروسهم ويشعرون بالقلق وذلك بسبب عدم الثقة يتولد غالباً من تجارب سابقة غير ناجحة أو محتط محبط، أسلوب المذاكرة الخاطئ يدرسون كثيراً ويسهرون ولا يرتاحون، التوقعات العالية فمثلاً يضع الطالب هدفاً بعلامة تامة وهو ما يشكل ضغطاً كبيراً عليه وتحدياً لذاته إضافة للمقارنات مع الأقارب والأصدقاء.
وسرعان ما انصبت الأسئلة على المرشدة النفسية بكيل ومعيار، الأهل يريدونه الأفضل بين أبناء جيرانه وأقربائه وشرطهم فيه دكتور وطبيب، والمنهاج ضخم وكبير والدوام طويل 6ساعات بعدها يأتي محملاً بالوظائف ولا ينتهي منها قبل الواحدة ليلاً، فلديه اليوم مشاريع لبعض المواد والتي تتطلب منه البحث عن معلومات في النت وبهذا يضيع الطالب في مدى الانترنت ويغوص في جو الشبكة وينسى تسرب الوقت من بين يديه، بالإضافة إلى أن طالب الحلقة الأولى يعاني مما هو معلوم بابن المدرسة هو الأول والمتفوق فيهم وله الأولية في كل شيء، وطفل الروضة مطلوب منه امتحانات مثل غيره ممن هم في الصف التاسع وقد يحفظ 30 كلمة أجنبية وهو في الثالثة من عمره فهو ولد عبقري، غياب دور المرشد النفسي في المدرسة وحتى اليوم لا يعلم ما هي وظيفته وشاي وقهوة طوال النهار هو كل ما يعرفه، لتسمع الأصوات خلال الحصة الدرسية حيث لا استطاعة للمعلم أن يضبط طلابه لتكون الفوضى والضجيج فهل للمرشد أن يغلب نفسه ويزور الصف أم أنه عاد للبيت أو لم يأت اليوم؟
ترد المرشدة رغداء: المناهج الحديثة حلوة لكنها غير مناسبة لبيئتنا ومدارسنا حيث لا تهيئة صفية ولا تهيئة للمدرسين بشكل صحيح، مع العلم أنهم يقيمون دورة للمدرسين لكن أغلبهم يمتنعون عنها، كما ليس لدينا تخطيط مسبق لأي عمل نود القيام به، وأنا مع المناهج الجديدة و(متعوب) عليها فهي تبتعد عن أسلوب التلقين وحشو الذهن ليقوم الطالب بإعمال فكره وعند ذلك يبحث عن المعلومة ويكتسبها بشكل أفضل لتثبت في ذهنه.
للأسف توجد غرف للمرشد النفسي ولا تستخدم، يجب تفعيل دور المرشد، والمسألة بكل حيثياتها تعود لضميره.
(الأهل إذا لم يسجل ابنهم عامة خربت الدني) لا غير صحيح، بالتعليم المهني يختصر الطالب الوقت والجهد ويتجاوز مغبة المفاضلة وارتفاع المعدلات في الثانوية وغيرها مما يرهق الأهل من رصد رواتبهم وأموالهم في أنفاق الدروس الخصوصية، والتعليم المهني هو سر تفوق الدول وتطورها مثل الصين.
ومن الضروري جداً أن تكون جلسات الآباء مع أبنائهم يومية أو حتى أسبوعية يتبادلون أطراف الحديث ويتناقشون بشؤونهم وكان الله في عون الأهل حيث ضغوطات الحياة كثيرة وتحمل الأسر أعباء كبيرة لكن هام جداً أن يجلس الآباء مع أبنائهم ولو لربع ساعة أو ساعة في الأسبوع للوقوف على مشاكلهم وحلها فلا يذهب الأولاد بعيداً عنهم، ولما المناهج الحديثة تحتاج لبحث، يمكنه البحث تحت نظرهم ومراقبتهم الخفية وليمنح فسحة من الحرية، دعوه يطلق العنان لتفكيره ليبدع.
هـدى علي سلوم