سانا- الوحدة: ١-٣-٢٠٢٣
“سبعة أيام لم أعرف النوم فيها.. همنا العثور على أحياء تحت الركام.. مشاعر اختلط فيها الحزن والإرهاق بالفرح والأمل.. ما حصل هناك كان أشبه بمعجزة.”
بعض من كلمات تختصر معاني كثيرة تحدث بها لـ سانا عدد من عناصر فرق الإنقاذ العربية التي جاءت إلى سورية فور تعرضها للزلزال المدمر الذي ضرب عدة محافظات فيها، في السادس من شباط.
من الدفاع المدني اللبناني علي صفي الدين يقول: “كنت أشارك في عمليات البحث في مدينة جبلة باللاذقية، سبعة أيام لم أعرف فيها النوم.. كنت على مقربة من الانهيار لشدة التعب وقسوة المشاهد، لكن لحظة العثور على الشاب ابراهيم زكريا ووالدته أحياء أعادت لي الأمل والطاقة”، واصفاً تلك اللحظات بـ (المعجزة) التي اختلطت فيها لحظات التعب والحزن بالفرح والأمل.
لحظات مؤثرة مرت برجال الإنقاذ أثناء عمليات البحث يحاول صوت علي المستتر خلف الدموع أن يترجم بعضها، متسائلاً: “هل هناك أقسى من مشهد عائلة توفي كل أفرادها وهم يحتضنون بعضهم تحت الركام.”
بعض من كلمات تختصر معاني كثيرة تحدث بها لـ سانا عدد من عناصر فرق الإنقاذ العربية التي جاءت إلى سورية فور تعرضها للزلزال المدمر الذي ضرب عدة محافظات فيها، في السادس من شباط.
من الدفاع المدني اللبناني علي صفي الدين يقول: “كنت أشارك في عمليات البحث في مدينة جبلة باللاذقية، سبعة أيام لم أعرف فيها النوم.. كنت على مقربة من الانهيار لشدة التعب وقسوة المشاهد، لكن لحظة العثور على الشاب ابراهيم زكريا ووالدته أحياء أعادت لي الأمل والطاقة”، واصفاً تلك اللحظات بـ (المعجزة) التي اختلطت فيها لحظات التعب والحزن بالفرح والأمل.
لحظات مؤثرة مرت برجال الإنقاذ أثناء عمليات البحث يحاول صوت علي المستتر خلف الدموع أن يترجم بعضها، متسائلاً: “هل هناك أقسى من مشهد عائلة توفي كل أفرادها وهم يحتضنون بعضهم تحت الركام.”
ومن فريق إنقاذ تونس يقول العربي الطعمولي: “جئنا إلى سورية نحمل مشاعر الحب من الشعب التونسي بأكمله.. خروجنا من تونس كان بطريقة سريعة بسبب هول الموقف وصعوبة ما تعرض له الشعب السوري، فتوجهنا في اليوم نفسه وقمنا بإنشاء مركز بحلب قرب البعثة الجزائرية”، لافتاً إلى أن دعم الجيش العربي السوري والهلال الأحمر السوري ساعد كثيراً في تنفيذ المهام.
ويضيف: “جئنا متطلعين إلى المساعدة ومد يد العون تحت أي ظرف، فعنصر السرعة أساسي في البحث لإنقاذ وإجلاء أكبر عدد من الأهالي”.
وفي نهاية حديثه يقول العربي: “الشعب السوري سيعيد بناء وطنه، فلا وجود لمستقبل إلا بأبنائه.. الله يفرج الكرب عن سورية التي نحبها كثيرا”.
أما سهام بن علي رئيسة بعثة الهلال الأحمر التونسي، فتشير إلى مشاعر الحزن التي انتابت التونسيين بعد نبأ الزلزال الذي ألم بسورية وتقول: “كنا جميعا نفكر بمبدأ نداء الواجب لنساعد أخوتنا في سورية.. وعندما جاءنا القرار بالتوجه إليها، كانت فرحتنا كبيرة، فبدأت عملية الاستعداد والتجهيز التي لم تتجاوز الـ 12 ساعة، كنا فريقاً مكوناً من 38 شخصاً، عشرون منه حماية مدنية-دفاع مدني و10 من ممثلي وزارة الصحة و8 من الهلال الأحمر التونسي، وكانت الطائرة محملة بالمساعدات”.
وتضيف: “تواجدنا إلى جانب أخوتنا السوريين كفريق واحد، وتلقينا جميع التسهيلات والدعم والتعاون الذي يسر عملنا في تلك المرحلة”.
طبعت في ذاكرة سهام الكثير من المشاهد المؤلمة التي واجهتها أثناء عمليات البحث والإنقاذ في حلب، تستحضر منها مشهد شيخ فقد كامل أفراد عائلته، لكنه لم ينقطع عن الحمد والتسبيح.. وبقي يرافقهم ويشجعهم على البحث للعثور على ناجين آخرين.
وتتابع “رغم المشاهد واللحظات المؤلمة التي مررنا بها خلال أيام عملنا، لكن لا أنسى عند مغادرتنا مشهد الأطفال يلعبون في أحد مراكز الإيواء، وأصواتهم وضحكاتهم تملأ المكان، وهو ما أعطاني الأمل أن الحياة لا تنتهي على هذه الأرض الطيبة”.
تعبر سهام بإعجاب عما قدمه السوريون لهم من امتنان وترحيب رغم اللحظات والظروف الصعبة التي يمرون بها، وتقول: “ليس غريباً عليه، فهذا هو الشعب الذي صمد عشرات السنين أمام الحروب ولا يزال”.
ومن الإمارات قائد فريق الإنقاذ المقدم حمد محمد الكعبي، يتحدث عن وصولهم إلى دمشق في الأيام الأولى للزلزال مع أدوات وآليات خاصة بهذه العملية، والتوجه إلى اللاذقية وتحديداً مدينة جبلة والبدء بالبحث والإنقاذ، بحالة وصفها بأنها سباق مع الزمن لإنقاذ أكبر عدد ممكن.
واعتبر حمد أن التنسيق والتعاون المشترك بين فريق البحث والإنقاذ والجهات المحلية، واستمرار تدفق المعلومات من الجهات الحكومية، مكنت فرق البحث والإنقاذ من اختصار الوقت لانتشال العالقين تحت الأنقاض، مشيراً إلى أن تعاون أهالي المنطقة كان عنصراً أساسياً في إنجاح عمليات البحث والإنقاذ.
ويختم: “ما قدمناه لأخوتنا السوريين هو إعانة الشقيق لشقيقه في هذه الكارثة، وندعو الله أن يحفظ سورية وشعبها من كل مكروه”.
تصفح المزيد..