بين مطرقة الزلزال وسندان سماسرة العقارات

الوحدة: 28- 2- 2023

مع مطلع كل يوم جديد، تظهر التداعيات المؤلمة للزلزال الذي أحال اللاذقية إلى محافظة منكوبة من مختلف أوجه الحياة الاجتماعية منها والاقتصادية.

ولأن الجانب الاجتماعي الإنساني يتصدر دائماً قائمة الاهتمامات والمآسي، وجدنا أنه من الضروري أن نقف عند قضية تعكس منسوب الجشع عند البعض، بعدما دفع الزلزال بمئات الأسر المنكوبة للبحث عن مأوى بعيداً عن مراكز الإيواء المكتظة، لُتصدم هذه العائلات بواقع فاقم معاناتها، حيث أدى ازدياد الطلب على مساكن للإيجار إلى مضاعفة قيمة الإيجارات، ووصولها إلى أرقام فلكية، فالكارثة على شدتها لم توقظ ضمائر سماسرة العقارات، وليس بوسعنا أن نطلب منهم الرأفة بالعباد لأنهم لن يفعلوا، بل نتوجه إلى أصحاب الشأن لضرورة الإسراع بوضع الأبنية مسبقة الصنع موضع التنفيذ، وإقامة ضواح سكنية للمتضررين، والإسراع أيضاً بترميم الأبنية المتصدعة، أو ربما المساعدة بمبالغ مالية لتغطية نفقات الإيجار كما حصل في محافظة حلب، وماعدا ذلك، فكل أعمال الإغاثة هي تسكين لأوجاع ستزداد مساحتها في صدور الموجوعين كلما تقادم عليها الزمن.

جميع من التقيناهم من متضرري الزلزال لازالوا تحت تأثير وطأته، فبعد أن قلب حياتهم رأساً على عقب وأفقدهم – عدا عن أحبائهم -جنى عمرهم، خاصة تلك المنازل، التي كان تأمينها حلماً صعب المنال، وجدوا أنفسهم اليوم أمام خيارات محدودة للسكن، ولذلك علت أصواتهم بعدما غصت بها حناجرهم، ولسان حالهم يقول: أتى الزلزال على سقف كان يظللنا فجعله حطاماً، ووجدنا أنفسنا أمام جشع سماسرة العقارات وواقع أشد قسوة .. فأين المفر؟

ياسمين شعبان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار