«ســــــورية تاريـــخ وحضـــــارة» في مهرجان الجمعية العلمية التاريخية السورية

العدد: 9341

7-5-2019

بدأت فعاليات المهرجان الرابع (سورية تاريخ وحضارة) الذي أقامته الجمعية العلمية التاريخية السورية بعرض من السيد عبد القادر فرزات مدير آثار حماة بعنوان (صفحات من تاريخ حماة) شرح خلالها مراحل التطور التاريخية لمحافظة حماة عبر العصور والاكتشافات التاريخية الأثرية من لوحات فسيفسائية وآثار تدل على عمق الحضارة السورية ففي عمريت خط أقدم ملعب في تاريخ البشرية وكيف علم السوريين الحروف الأبجدية للعالم أجمع، كما استعرض تاريخ النواعير والقلاع والمساجد والحمامات القديمة للمحافظة، ليستمتع بعدها الحضور بأداء غنائي جميل للطالبة آية أسود لأغنية (فوق النخل)، وقدمت الشاعرة نجاح علي سعيد والشاعر سمير سنكري عدداً من القصائد الوطنية التي تمجد الشهداء وتضحياتهم.
ليأتي بعدها دور العرض المسرحي بعنوان (ابق قوياً) لفرقة سوريانا بإدارة المدرب نور علي والتي جسدت عبر لوحاتها الجميلة صمود هذا الوطن الجريح بكل مكوناته وليخرج من تحت الرماد منتصراً كطائر الفينيق.
بعدها قدمت براعم مدرسة الشهيد علي القاضي لوحة فنية غنائية بعنوان (عبق من الماضي) بالتعاون مع فرع طلائع البعث في اللاذقية، ثم لوحة غنائية من تأليف وغناء السيدة امتثال أحمد بعنوان (صرخة وعرس) بالتعاون مع فرقة سوريانا،
ليختتم اليوم الأول من المهرجان بوصلة غنائية قدمتها فرقة كورال مدرسة آفاق المستقبل بقيادة السيد علي فران. كما شارك الفنانون محمود أحمد هلهل و منال عبد اللطيف وريم عرنوس وعدنان إبراهيم وازدهار ناصر ومحمد ديوب وأكرم مكنا ومريم أسد وعدنان المحمد وهالة إبراهيم وعبير محمود وأطفال روضة الخطوة الأولى في معرض للفنون والتراث والأعمال اليدوية.
ومن فعاليات اليومين الثاني والثالث كانت هناك فقرات أكثر من متنوعة فيها الفن والشعر والرقص والأداء المسرحي المبهر وسط جمهور بات يعرف مهرجانات الجمعية العلمية التاريخية بعد أربع سنوات متواصلة من العطاء .
* الشاعرة ليندا إبراهيم القادمة من طرطوس قدمت نصاً خاصاً بجبلة التي تصر أن تناديها بالاسم القديم وهو (جابالا)، كما قرأت نصوصاً قدمتها في المهرجان لأول مرة منها عودة يوسف، اخترنا منها:
لا الشمسُ، لا القمرُ الوضيء
ولا الكواكب ساجداتٌ عند عرشي،
بل وجه يعقوب الكظيم، وإخوةٌ ضلَوا صراط.
الأديبة عهدات موسى وهي مدرّسة لغة عربية وشاعرة وعضو مجلس إدارة بالجمعية حدثتنا عن المهرجان قائلة: بالطبع المهرجان السنوي الرابع الذي يقام كل سنة في مدينة الشهداء جبلة، يتضمن فعاليات كثيرة بهدف إدخال الفئة الشبابية من جميع المدارس والمبدعين والهوايات سواء من فن القصة والشعراء والغناء أو الرقصة أو لوحات الغناء المتنوعة لكي نوصل للشباب رسالة أنه رغم كل الأوجاع مازال هناك أمل. وختمت السيدة عهدات بقولها: كما تعلمين للجمعية فروع في طرطوس وحمص وحماة لذلك تضمن المهرجان عرض فقرات لمشاركين من فروعنا، ونأمل أن يكون لنا فرع آخر قريباً في دمشق، مع طموحنا الأكبر أن يتنقل المهرجان بين ربوع سورية ككل.
* السيدة امتثال أحمد موجهة تربوية ورئيس اللجنة الفنية في الجمعية التاريخية، قدمت مشاركة جميلة في اليوم الأول بعنوان صرخة وعرس بالتعاون مع فرقة سوريانا، جسدتها طفلة صغيرة، وهي ترمز لسورية التي عانت ما عانت من فراغ ودماء وألم وفي النهاية تكبر الفتاة وتصبح شابة وتكمل حياتها بقة وعنفوان، شاركت أيضاً السيدة امتثال الجمهور حيث خرجت إلى المسرح وغنت مواويل قصيرة نقتطف من كلماتها الآتي:
خذوا مني حريتي إذا كانت
تعيد لكم جنتكم وتعيد لي وطني
خذوا مني جسدي الصغير وحطموه
وارفعوا مآذنكم على دمي

مدير روضة الخطوة الأولى علي آصف عيسى حيث شارك أطفال روضته في المعرض حيث قدموا حوالي عشرين عملاً إضافة إلى الأشغال اليدوية التي قاموا بها خلال العام، تدريب الفنانة سارة اسماعيل مشرفة الأنشطة والأشغال اليدوية.
من اليوم الثاني كانت هناك فقرة غنائية مع الشابة الصغيرة (غزل بارود) التي غنت أغنيتين من التراث، كما عرض على مسرح ثقافي مدينة جبلة لوحة شعرية باللغة الفرنسية بعنوان أيتها الحرية للشاعر الفرنسي (بول إيغار) أدتها مجموعة من طلاب مدرسة المتفوقين إشراف وتدريب الآنسة (هدى جامع)، أيضاً أطلت الفتاة الشابة ريتا شحادة من مدرسة المتفوقين وقرات قصة بعنوان وطن جريح يسكن فيها هاجس الوطن والجرح الذي عانته سورية الحبيبة من تهجير وتفجيرات وفقدان لأحبة، وجدير بالذكر أن (ريتا) قد حازت على المركز الثاني في مسابقة أجرتها وزارة الثقافة.
الشاعر أبو الوفاء أحمد قدم قصائد هي تنوع بين التفعيلة والشعر العمودي منها قصيدة بعنوان: طفل يمني تتحدث عما يعانيه أهلنا في اليمن، وقصيدة بعنوان السحر الأسود اخترنا منها:
عندي برهانٌ من عينيك
على تأثير السحر الأسود
مهما أقرأ من آياتٍ
كي يتبدد .. لا يتبدد
أما فعاليات اليوم الثالث أهمها كان محاضرة للباحث والدكتور مسعود بديوي مدير آثار جبلة، رافق حديثه شاشة إسقاط فيها وثائق وصور مهمة.
تطرق الباحث في ندوته إلى أهم المواقع الأثرية والمباني التاريخية الموجودة ضمن مدينة جبلة، حيث أن أغلب البيوت من العصر الهلمستي للفترة الممتدة إلى الانتداب الفرنسي، فبدأ بالحديث عن الأمور الأقدم والفترة الهلمستية المتمثلة بمداخل حي الجبيبات من العصر الهلمستي والروماني، ثم المسرح الروماني الذي يعود إلى القرن الثاني للميلاد، أيضاً الحمام الروماني بالجهة الجنوب شرقية من المسرح، ثم انتقل الأستاذ مسعود في سرده إلى الفترات الإسلامية وأهم معلم أثري موجود منها هو جامع السلطان إبراهيم وحمام السلطان، وأيضاً جامع المنصوري وحمام التصاوير المجاور للجامع، ومبنى القبة العمرية الواقع بالجهة الجنوبية الشرقية من ميناء جبلة القديم، مع لمحة عن تاريخ المبنى الذي يعود إلى القرن الثاني عشر الميلادي حيث لم يعرف على وجه الدقة ما الغرض من هذا المبنى الذي قد بني حسب الاعتقادات في فترة الحروب الصليبية، ولكن تم تحويله إلى مسجد صغير في العصر المملوكي، هذا وقد حصل على اسمه نسبة إلى من قام بتحويله لمسجد وهو عمر بن حسين .
كما أشاد الدكتور (البديوي) إلى جهود السيد المحافظ بإزالة المخالفات والتعديات التي كانت حاصلة على مبنى القبة العمرية الذي يتم حالياً ترميمه مع وضع دراسة تاريخية معمارية وباقي المباني الأثرية وإفراغ مبنى السرايا القديم حيث كان يشغل السجن ومن المتوقع قريباً تحويل كامل دار الآثار إلى متحف وطني فيه كل القطع الأثرية التي تم الكشف عنها، إضافة إلى مبنى المستوصف الفرنسي الموجود في حديقة مبنى بلدية جبلة، مع الشكر لمجلس البلدية حيث قد قام بترميمه وإضافته إلى المجالس الأثرية.
في الختام تحدث الباحث عن المكتشفات الحديثة في جبلة كموقع جبل البشراح الذي لم يتم بعد التنقيب فيه بشكل كامل الذي يعود إلى الآثار الموزمبيقية في العصر الحجري الآشوري، وتم الكشف فيه عن رؤوس حجرية تعود للعصر الآشوري تعود إلى حوالي مليون عام كموقع ستمرخو الموجود في نهر حوض الكبير الشمالي، ومن المواقع أيضاً موقع النعيمي البعيد عن جبلة حوالي أربعة كيلومتر، والذي يعود إلى المنتصف الثاني قبل الميلاد، واكتشاف مستوطنات سرية على نهر الرميلة كما حال نهر الكبير الشمالي.
في ختام فعاليات اليوم الثالث من مهرجان سورية تاريخ وحضارة كانت هناك وقفة فنية مع رقصة باليه قدمها أطال معهد إيليت، تدريب الآنسة بتول حمدان، ولوحة فنية بعنوان سورية يا وطن الأبطال، ولوحة فنية بعنوان اعطونا الطفولة تدريب الآنسة مريم سلامة، كما قدم فريق الثقافة لبناء المهارات أكثر من فقرة لأكثر من مشارك أبهرت الحضور، من تدريب الأستاذ بسام عيسى، في النهاية قدم الفنان كمال يونس وصلة غنائية مع فرقته.

ماهر غانم – سماح العلي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار