دراسة حول : تبديد الخوف  لدى الأطفال بعد حدوث الزلازل

الوحدة 13-2-2023

لم يعد العالم مجرد قارات أو دول منفصلة ومنعزلة عن بعضها، بل أضحى قرية كونية واحدة، تختصر المسافات والأزمنة والأحداث بأجهزة تقنية متطورة في متناول الجميع.. ، ففي هذا العصر ومع التقدم الهائل في جميع المجالات، باتت المعلومة قريبة  ممن يحاول الوصول إليها بمنتهى السهولة والسرعة، وغالباً ما يترافق ذلك مع الأوجه السلبية لهذه التقنيات العصرية كانتشار الصور  والفيديوهات التي تحمل مشاهد العنف والدمار… فمهما حاولنا أن نخفي أخبار الكوارث كالزلزال وغيرها عن الطفل، فهي قد تصادفه في أي مكان حتى أثناء مشاهدة التلفاز أو الاطلاع على شبكات التواصل الاجتماعي والإنترنت وغيرها… فكيف يكون الأمر مع من عايش هذا المشهد على أرض الواقع؟  ولتجاوز تبعات وآثار هذه الحالة، نبه خبراء علم نفس الأطفال إلى ظواهر الخوف والقلق التي تحدث للأطفال بعد الزلازل. خاصة عندما يعطي الأهل أهمية ومشاعر للواقعة أكثر من اللازم، فهذا يخيف الأطفال أيضاً، والطريق إلى الوقوف في وجه هذا الخوف هو شرح المسألة لهم بشكل طبيعي، ووضعها في سياق الأحداث الطبيعية.

فبعد الزلازل تظهر حالات قلق عند الأطفال، حيث تم رصد عند البعض ممن عايشوا تجربة الزلزال لأول مرة حالات الخوف من الذهاب إلى أي مكان كالمدرسة مثلاً بعيداً عن الأهل والرغبة في البقاء معهم.

وتوصي الدراسات الاجتماعية بهذا الخصوص، أنه يجب في البداية  توعيتهم بقبول مسلمات الحياة، وأحد هذه المسلّمات هي الكوارث الطبيعية. وعلى الأهل وضع مقاربة هادئة للموضوع، وتشجيع الأطفال على ممارسة حياتهم الطبيعية كما كانت.

وكذلك على الطفل أن يعرف ما عليه فعله عند حدوث الزلزال، ويقع على عاتق الأهل إيصال هذه المعلومات بلغة بسيطة يسهّل على الطفل فهمها واستيعابها. ومن المهم عدم المبالغة في التعبير عن المشاعر «مخيف»، «كارثة»، «كل شيء سيقع»، فالطفل لا يعرف كيفية التعبير عن هذه المشاعر بعد، وقد لا يستطيع التكيّف معها فوراً، ما قد يؤدي إلى وقوعه في سجن عالم الخوف.

ونبهت هذه الدراسات بأن الخوف والقلق مشاعر معدية،

وعندما يرى الطفل مثل هذه الأشياء علينا أن نشرح له بطريقة مبسطة، أن هذه الحوادث جزء من حقائق الحياة، وعندما يصل الطفل إلى حالة الخوف عندها يجب على الأبوين أن يتحدثا معه، فهذا يساعد الطفل ويؤدي إلى تلاشي مشاعر القلق و الخوف. وعندما تستمر هذه الحالة على الرغم من محاولات الأبوين، عندها قد نحتاج إلى تدخل المختص النفسي لتقديم الدعم ومعالجة هذه الظاهرة ومحاولة إعادة دمجه مع المجتمع من خلال نشاطات وفعاليات هادفة . لأن الخوف أمر معدٍ وحتى لو بدأ صغيراً فإنه قد يكبر مولداً مشاكل أكبر في المستقبل، وأهمها أن الطفل قد لا يرغب بالذهاب إلى أي مكان رافضاً مغادرة المنزل  ويخاف من البقاء لوحده، ويلتصق بأبويه حتى يحس بالأمان أكثر، وما يشبهها من العوارض والتصرفات الجديدة عليه.

 

فدوى مقوص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار