التطوير الإداري .. علاج للروتين والترهل

الوحدة  2-2-2023

دولة المؤسسات هي الممر الآمن للمستقبل المشرق والتطوير هو المقدمة الضرورية لإصلاح أي قطاع إنتاجي أو خدمي، وهو استراتيجية عمل وطنية وخطة طموحة لتطوير بناء المؤسسات الحكومية وإعادة هيكلتها للوصول إلى واقع أفضل , وتطوير الأنظمة الإدارية وهياكلها ورفع كفاءة وفعالية الجهات العامة في تنفيذ مهامها وتقديم خدماتها, وهو تفكير جديد وأسلوب حديث ورؤى متطورة ومنهجية عصرية لتطوير الإدارات للارتقاء بالأداء والإنتاج والخدمات. النهوض الإداري والمؤسساتي قضية تتعلق بثقافة العمل والنظرة الاجتماعية وطريقة إدارة المرافق والمؤسسات وآليات اختيار وتعيين الكوادر القيادية وتمكين وصول الشخص المناسب إلى المكان المناسب وهو عملية في غاية الأهمية ينعكس إيجاباً على المردود الوطني وعلى الخدمات العامة والمستوى المعيشي للمواطنين,فالقيادة الإدارية هي المهمة والضرورية التي يتم بواسطتها تعبئة وتنسيق جهود وإمكانات المؤسسة المادية والبشرية والمواءمة بين المطالب والإمكانيات المتاحة، واتباع معايير الحساب والعقاب والمكافأة للجميع للوصول إلى تأدية مهامها. الإدارة مسؤولية الجميع لاختيار كوادر كفوءة تتمكن من قيادة المؤسسات بجدارة حيث تلعب طريقة اختيار الكوادر أهمية كبيرة في تحقيق الأهداف المنوطة بالمرفق العام الاقتصادي والخدمي وإحداث تحولات جذرية ملموسة على أرض الواقع, والتطوير يتطلب الارتقاء بنوعية وكفاءة الكادر البشري بما يضمن وصول أشخاص مبادرين قادرين على الاستجابة والتصدي للصعوبات والتحديات مهما بلغت قساوة الظروف واتخاذ قرارات إدارية جريئة للانطلاق نحو المعالجة الدائمة للملفات والقضايا العالقة, مسؤولون يعملون أكثر مما يقولون وقرن القول بالفعل والتحلي بإدارة الإبداع واجتراح الحلول وفك الرموز واتخاذ إجراءات وآليات عمل عصرية والتصدي لأي معضلة أو تحد يعطل عجلة الإنتاج عوضاً عن عرض قوائم الطلبات وسلة المقترحات وحزمة التوصيات. التطوير ليس وعوداً لا تُحسّن الترجمة الفعلية على أرض الواقع وتظل مجرد حبر على ورق، لذلك يجب العمل على إدخال الإصلاحات الضرورية للأجهزة الإدارية والإنتاجية للدولة ومواكبة التطور الحاصل في البلدان المتقدمة والانفتاح على الاقتصادات المتطورة والتسلح والشجاعة لتمزيق الأردية البالية وخض الشجرة بعنف وإسقاط ما فيها من ثمار منخورة وتقليم الأغصان البالية اليابسة الجافة وحرق الجذوع الميتة والقيام بجولات استطلاعية بعيداً عن الاستعراض وروتين المكاتب واكتشاف واقع العمل على أرض الواقع ومعالجة ضعف البنية الإدارية وعدم كفاية تأهيلها ومعالجة تراكم المشكلات وتشابكها التي تواجه الإدارات وإنتاج قيادات إدارية كفوءة فاعلة قادرة على إحداث نقلة نوعية في بنية العمل الإداري.

نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار