الوحدة 2-2-2023
يتردد المتقاعد على كوات المصارف بضع مرات ليحصل على راتبه التقاعدي، وفي الوقت ذاته يستطيع تكليف أحد أبنائه لقبض الراتب إن تعذر عليه ذلك، ولكنه لا يستطيع إقناع مديرية التأمينات الاجتماعية أنه على قيد الحياة إلا بحضوره شخصياً أول كل عام، حيث يطلب من المتقاعد وثيقة حية تثبت أنه على قيد الحياة والحل الوحيد هو حضور المتقاعد بشحمه ولحمه ليراه الموظف المختص بعينه، ويتأكد أنه ما زال على قيد الحياة وإلا يتوقف صرف الراتب التقاعدي على الفور ويصبح المتقاعد في عداد الأموات في حال عدم حضوره شخصياً. وقد أكد أكثر من متقاعد ممن أمضوا عقوداً في مواقع العمل أنهم وبعد جهد ومعاناة صعود الأدراج ثلاثة طوابق على درج ضيق مزدحم جداً، لا يتمكن العديد منهم من الوصول إلى الموظف المعني بالموضوع بسبب شدة الازدحام، حيث يتواجد أكثر من ستين مراجعاً متلاصقين بما يشبه علبة سردين في غرفة الموظف واستحالة الوصول إليه، أو حتى رؤيته! هل يعقل أن المتقاعد حتى لو تجاوز التسعين من عمره عليه التوجه إلى مديرية التأمينات مع بداية كل عام وقد انتهى الشهر الأول وثمة الكثير ممن لم يتمكنوا من إنجاز هذه المهمة. وإلى هنا لم نتطرق للحديث عن وضعه الصحي وعن صعوبة إيجاد المواصلات وعن تكاليفها الباهظة إن توفرت. والسؤال: ألا يمكن لهم أن يتصلوا بالسجل المدني للوقوف على هذه الجزئية وإذا كانوا لا يثقون به يمكنهم تكليف موظف من طرفهم بهذه المهمة؟ ولا أظن التأمينات الاجتماعية تشكو من قلة الموظفين. واستكمالاً في عرض معاناة المتقاعدين وعدم احترام سنوات خدمتهم إذا أراد المتقاعد استخراج بطاقة عائلية من مركز تكامل يطلب إليه الحضور شخصياً، وقد أكد أبو زيد أنه توجه إلى مركز تكامل منذ الساعة السابعة إلى أن فرغت البطارية، وتكرر ذهابه أكثر من مرة دون جدوى ولا يوافق المعنيون في مركز تكامل أن يحضر من ينوب عنه حتى ولو كان لديه وكالة عامة.
هلال لالا